الذي فيه نظر الانسان وهو القلب فاذا صلح ذلك منه فقد صلح حاله فكان اللفظة مشيرة الى صلاح عقيدتهم وغير ذلك من الحال تابع فقولك خطر في بالي كذا وقولك اصلح الله بالك المراد بهما واحد ذكره المبرد والبال مصدر كالحال والشأن ولا يستعمل منه فعل وكذلك عرفه لا يثنى ولا يجمع وقد جاء مجموعا شاذا في قولهم بالات والباطل هنا الشيطان وكل ما يامر به قاله مجاهد والحق هنا الشرع ومحمد عليه السلام وقوله كذلك يضرب الله الاشارة الا الاتباع المذكورين من الفريقين وقوله سبحانه فاذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب الآية قال اكثر العلماء ان هذه الآية وآية السيف وهي قوله تعالى فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم محكمتان فقوله هنا فضرب الرقاب بمثابة قوله هنالك فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وصرح هنا بذكر المن والفداء ولم يصرح به هنالك فهذه مبينه لتلك وهذا هو القول القوي وقوله فضرب الرقاب مصدر بمعنى الفعل أي فاضربوا رقابهم وعين من انواع القتل اشهره والمراد اقتلوهم باي وجه امكن وفي صحيح مسلم عن النبي ص - قال لا يجتمع كافر وقاتله في النار ابدا وفي صحيح البخاري عنه ص - قال ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار انتهى والاثخان في القوم ان يكثر فيهم القتلى والجرحى ومعنى فشدوا الوثاق أي بمن لم يقتل ولم يترتب فيه الا الاسر ومنا وفداء مصدران منصوبان بفعلين مضمرين وقوله حتى تضع الحرب اوزارها معناه حتى تذهب الحرب وتزول اثقالها والاوزار الاثقال ومنه قول عمرو بن معد يكرب .
... واعددت للحرب اوزارها رماحا طوالا وخيلا ذكورا .
واختلف المتأولون في الغاية التي عندها تضع الحرب اوزارها فقال قتادة حتى يسلم الجميع وقال حذاق اهل النظر حتى تغلبوهم وتقتلوهم وقال مجاهد حتى