فهو من تقديم الأمراء وعموم اللفظ أحسن أي اجعلوه مبدأ في الأقوال والأفعال وعبارة البخاري وقال مجاهد لا تقدموا لا تفتاتوا على رسول الله ص - حتى يقضي الله D على لسانه انتهى .
وقوله سبحانه لا ترفعوا أصواتكم الآية هي أيضا في هذا الفن المتقدم فروي أن سببها ما تقدم عن أبي بكر وعمر Bهما والصحيح أنها نزلت بسب عادة الأعراب من الجفاء وعلو الصوت وكان ثابت بن قيس بن شماس Bه ممن في صوته جهارة فلما نزلت هذه الآية اهتم وخاف على نفسه وجلس في بيته لم يخرج وهو كئيب حزين حتى عرف النبي ص - خبره فبعث إليه فأنسه وقال له امش في الأرض بسطا فإنك من أهل الجنة وقال له مرة أما ترضى أن تعيش حميدا وتموت شهيدا فعاش كذلك ثم قتل شهيدا باليمامة يوم مسيلمة ت وحديث ثابت بن قيس وتبشيره بالجنة خرجه البخاري وكذلك حديث أبي بكر وعمر وارتفاع أصواتهما خرجه البخاري ايضا انتهى .
وقوله كجهر بعضكم لبعض أي كحال أحدكم في جفائه فلا تنادوه باسمه يا محمد يا أحمد قاله ابن عباس وغيره فأمرهم الله بتوقيره وأن يدعوه بالنبوءة والرسالة والكلام اللين وكره العلماء رفع الصوت عند قبر النبي ص - وبحضرة العالم وفي المساجد وفي هذه كلها آثار قال ابن العربي في أحكامه وحرمة النبي ص - ميتا كحرمته حيا وكلامه المأثور بعد موته في الرفعة مثل كلامه المسموع من لفظه فإذا قرئ كلامه وجب على كل حاضر أن لا يرفع صوته عليه ولا يعرض عنه كما كان يلزمه ذلك في مجلسه عند تلفظه به وقد نبه الله تعالى على دوام الحرمة المذكورة على مرور الأزمنة بقوله وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا وكلام النبي ص - هو من الوحي وله من الحرمة مثل ما للقرآن انتهى .
وقوله تعالى أن تحبط مفعول من أجله أي مخافة أن تحبط