القيامة قال ثم ختم العمل فلم ينطق ولا ينطق إلى يوم القيامة ثم خلق العقل فقال الجبار ما خلقت خلقا أعجب إلي منك وعزتي لأكلمنك فيمن أجبت ولا نقصنك فيمن أبغضت قال ثم قال رسول الله ص - أكمل الناس عقلا أطوعهم لله وأعملهم بطاعته انتهى ت وهذا الحديث هو الذي يعول عليه في تفسير الآية لصحته والله سبحانه أعلم .
وقوله تعالى ما أنت بنعمة ربك بمجنون وهو جواب القسم وما هنا عاملة لها اسم وخبر وكذلك هي متى دخلت الباء في الخبر وقوله بنعمة ربك اعتراض كما تقول لإنسان أنت بحمد لله فاضل وسبب الآية هو ما كان من قريش في رميهم النبي ص - بالجنون فنفى الله تعالى ذلك عنه وأخبره بأن له الأجر وأنه على الخلق العظيم تشريفا له ومدحا واختلف في معنى ممنون فقال أكثر المفسرين هو الواهن المنقطع يقال حبل منين أي ضعيف وقال آخرون معناه غير ممنون عليك أي لا يكدره من به وفي الصحيح سئلت عائشة Bها عن خلق رسول الله ص - فقالت كان خلقه القرآن وقال الجنيد سمي خلقه عظيما إذ لم تكن له همة سوى الله تعالى عاشر الخلق بخلقه وزايلهم بقلبه فكان ظاهره مع الخلق وباطنه مع الحق وفي وصية بعض الحكماء عليك بالخلق مع الخلق وبالصدق مع الحق وحسن الخلق خير كله وقال عليه السلام إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل صائم النهار وجاء في حسن الخلق آثار كثيرة منعنا من جلبها خشية الإطالة وقد روى الترمذي عن أبي هريرة قال سئل رسول الله ص - ما يدخل الناس الجنة فقال تقوى الله وحسن الخلق وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال الفم والفرج قال أبو عيسى هذا حديث صحيح غريب انتهى وروى الترمذي عن أبي الدرداء أن النبي ص - قال ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة