الحال التي تجمع لك الحالات المحمودة كلها في حالة واحدة هي المراقبة فالزم نفسك وقلبك دوام العلم بنظر الله إليك في حركتك وسكونك وجميع أحوالك فإنك بعين الله D في جميع تقلباتك وإنك في قبضته حيث كنت وإن عين الله على قلبك وناظر إلى سرك وعلانيتك فهذه الصفة يا فتى بحر ليس له شط بحر تجري منه السواقي والأنهار وتسير فيه السفن إلى معادن الغنيمة انتهى من كتاب القصد إلى الله سبحانه وقوله سبحانه وءاتوا اليتامى أموالهم الآية قال ابن زيد هذه مخاطبة لمن كانت عادته من العرب أن لا يرث الصغير من الأولاد وقالت طائفة هذه مخاطبة للأوصياء قال ابن العربي وذلك عند الابتلاء والإرشاد انتهى وقوله ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب قال ابن المسيب وغيره هو ما كان يفعله بعضهم من ابدال الشاة السمينة من مال اليتم بالهزيلة من ماله والدرهم الطيب بالزائف وقيل المراد لا تأكلوا اموالهم خبيثا وتدعوا اموالكم طيبا وقيل غير هذا والطيب هنا الحلال والخبيث الحرام وقوله إلى أموالكم التقدير ولا تضيفوا أموالهم إلى أموالكم في الأكل والضمير في أنه عائد على الأكل والحوب الإثم قاله ابن عباس وغيره وتحوب الرجل إذا القى الحوب عن نفسه وكذلك تحنث وتأثم وتحرج فإن هذه الأربعة بخلاف تفعل كله لأن تفعل معناه الدخول في الشيء كتعبد وتكسب وما أشبهه ويلحق بهذه الأربعة تفكهون في قوله تعالى لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون أي تطرحون الفكاهة عن أنفسكم وقوله تعالى كبيرا نص على أن أكل مال اليتيم من الكبائر وقوله تعالى وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى الآية قال أبو عبيدة خفتم هاهنا بمعنى أيقنتم قال ع وما قاله غير صحيح ولا يكون الخوف بمعنى اليقين بوجه وإنما هو من أفعال التوقع إلا أنه قد يميل فيه الظن