الشريعة أن أهل الجنة تختلف مراتبهم على قدر أعمالهم وعلى قدر فضل الله على من يشاء والصديق فعيل من الصدق وقيل من الصدقة وروي عن النبي صلى الله عليه وسلّم الصديقون المتصدقون ولفظ الشهداء في هذه الآية يعم أنواع الشهداء قال ص وحسن اولائك رفيقا فيه معنى التعجب كأنه قال وما أحسن أولئك رفيقا وقد قدمنا في كلام ابن الحاج ما يدل على أن التعجب لازم لفعل المستعمل للمدح والذم على كل حال سواء استعملت استعمال نعم أو لا انتهى وقوله تعالى ذلك الفضل من الله الإشارة بذلك إلى كون المطيعين مع المنعم عليهم وقوله تعالى يا أيها الذين ءامنوا خذوا حذركم الآية هذا خطاب المخلصين من أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلّم وأمر لهم بجاهد الكفار والخروج في سبيل الله وحماية الإسلام وخذوا حذركم أي احزموا واستعدوا بأنواع الاستعداد وانفروا معناه اخرجوا وثبات معناه جماعات متفرقات وهي السرايا والثبة حكي أنها فوق العشرة وجميعا معناه الجيش الكثير مع النبي صلى الله عليه وسلّم هكذا قال ابن عباس وغيره وقوله تعالى وإن منكم إيجاب والخطاب لجماعةالمؤمنين والمراد بمن المنافقون وعبر عنهم بمنكم إذ هم في الظاهر في عداد المؤمنين واللام الداخلة على من لام التأكيد والداخلة على يبطئن لام القسم عند الجمهور وتقديره وإن منكم لمن والله ليبطئن ويبطئن معناه يبطيء غيره أي يثبطه ويحمله على التخلف عن مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلّم ومصيبة يعني من قتال واستشهاد وإنما هي مصيبة بحسب اعتقاد المنافقين ونظرهم الفاسد وإنما الشهادة في الحقيقة نعمة من الله سبحانه لحسن مئالها وشهيدا معناه مشاهدا وقوله تعالى ولئن أصابكم فضل من الله أي ظفرتم وغنمتم ندم المنافق وقال يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما متمنيا شيئا قد