على هذا القول عام في جميع الأشياء وعلى القول بأنه القرآن خاص ويحشرون قالت فرقة من العلماء حشر البهائم بعثها واحتجوا بالأحاديث المضمنة أن الله تعالى يقتص للجماء من القرناء ومن قال إنما هي كناية عن العدل وليست بحقيقة فهو قول مردود ينحو إلى القول بالرموز ونحوها وقوله سبحانه والذين كذبوا بأياتنا صم وبكم الآية كأنه قال وما من دابة ولا طائر ولا شيء إلا وفيه ءاية منصوبة دالة على وحدانية الله تعالى ولكن الذين كذبوا بآياتنا صم وبكم لا يتلقون ذلك ولا يقبلونه وظاهر الآية أنها تعم كل مكذب وقال النقاش نزلت في بنى عبد الدار قال ع ثم تنسحب على سواهم وقوله في الظلمات ينوب عن عمي وفي الظلمات أهول عبارة وأفصح وأوقع في النفس قال أبو حيان في الظلمات خبر مبتدأ محذوف أي هم في الظلمات أو صفة لبكم أي كائنون في الظلمات أو حال من الضمير المقدر في الخبر أي صالون في الظلمات انتهى وقوله سبحانه قل ارأيتكم ابتداء احتجاج على الكفار الجاعلين لله شركاء والمعنى ارأيتم إذا خفتم عذاب الله أو خفتم هلاكا أو خفتم الساعة أتدعون أصنامكم وتلجؤن إليها في كشف ذلك أن كنتم صادقين في قولكم أنها ءالهة بل إنما تدعون الله الخالق الرازق فيكشف ما خفتموه أن شاء وتنسون أصنامكم أي تتركونهم فعبر عن الترك بأعظم وجوهه الذي هو مع الترك ذهول وإغفال فكيف يجعل إلاها من هذه حاله في الشدائد والأزمات وقوله سبحانه ولقد ارسلنا إلى امم من قبلك فأخذناهم في الكلام حذف تقديره فكذبوا فأخذناهم أي تابعناهم بالبأساء الآية والبأساء المصائب في الأموال والضراء في الأبدان هذا قول الأكثر وقيل قد يوضع كل واحد بدل الآخر والتضرع التذلل والاستكانة ومعنى الآية توعد الكفار وضرب المثل لهم ولولا تحضيض وهي التي تلي الفعل بمعنى