لاذ وانضوى واستجار قال الفخر قال ابن زيد لما نزل قوله تعالى واعرض عن الجاهلين قال النبي صلى الله عليه وسلّم كيف يا رب والغضب فنزل قوله وأما ينزغنك من الشيطان نزغ وقوله أنه سيمع عليم يدل على أن الاستعاذة لا تفيد إلا إذا حضر في القلب العلم بمعنى الاستعاذة فكأنه تعالى قال اذكر لفظ الاستعاذة بلسانك فإني سميع واستحضر معاني الاستعاذة بعقلك وقلبك فإني عليم بما في ضميرك وفي الحقيقة القول اللساني دون المعارف العقلية عديم الفائدة والأثر انتهى .
وقوله سبحانه إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا الآية خرجت مخرج المدح للمتقين والتقوى هاهنا عامة في اتقاء الشرك والمعاصي وقرأ ابن كثير وغيره طيف قال أبو علي الطائف كالخاطر والطيف كالخطرة وقوله تذكروا إشارة إلى الاستعاذة المأمور بها وإلى ما لله D من الأوامر والنواهي في النازلة التي يقع تعرض الشيطان فيها وقرأ ابن الزبير من الشيطان تأملوا فإذا هم وفي مصحف أبي بن كعب إذا طاف من الشيطان طائف تأملوا وقوله مبصرون من البصيرة أي فإذا هم قد تبينوا الحق ومالوا إليه والضمير في إخوانهم عائد على الشياطين وفي يمدونهم عائد على الكفار وهم المراد بالإخوان هذا قول الجمهور قال ع وقرأ جميع السبعة غير نافع يمدونهم من مددت وقرأ نافع يمدونهم من أمددت قال الجمهور هما بمعنى واحد إلا أن المستعمل في المحبوب أمد والمستعمل في المكروه مد فقراءة الجماعة جارية على المنهاج المستعمل وقراءة نافع هي مقيدة بقوله في الغي ما يجوز أن تقيد البشارة فتقول بشرته بشر ومد الشياطين للكفرة أي ومن نحا نحوهم هو بالتزيين لهم والإغواء المتتابع وقوله ثم لا يقصرون من أقصر والضمير عائد على الجميع أي هؤلاء لا يقصرون عن الإغواء وهؤلاء لا يقصرون في الطاعة للشياطين .
وقوله سبحانه وإذا