هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال إن الله ليرفع العبد الدرجة فيقول أي رب إني لي هذه الدرجة فيقال باستغفار ولدك لك انتهى من التمهيد وروينا في سنن أبي داود أن رجلا من بني سلمة قال يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء ابرهما به بعد موتهما قال نعم الصلاة عليهما والاستغفار لهما وانفاذ عهدهما من بعدهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإكرام صديقهما انتهى .
وقوله سبحانه وءات ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل الآية قال الجمهور الآية وصية للناس كلهم بصلة قرابتهم خوطب بذلك النبي صلى الله عليه وسلّم والمراد الأمة والحق في هذه الآية ما يتعين له من صل الرحم وسد الخلة والمواساة عند الحاجة بالمال والمعونة بكل وجه قال بنحو هذا الحسن وابن عباس وعكرمة وغيرهم والتبذير انفاق المال في فساد أو في سرف في مباح .
وقوله تعالى وأما تعرضن عنهم أي عن من تقدم ذكره من المساكين وابن السبيل فقل لهم قولا ميسورا أي فيه ترجية بفضل الله وتأنيس بالميعاد الحسن ودعاء في توسعة الله وعطائه وروي أنه صلى الله عليه وسلّم كان يقول بعد نزول هذه الآية إذا لم يكن عنده ما يعطى يرزقنا الله وإياكم من فضله والرحمة على هذا التأويل الرزق المنتظر وهذا قول ابن عباس وغيره والميسور من اليسر .
وقوله سبحانه ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك استعارة لليد المقبوضة عن الإنفاق جملة واستعير لليد التي تستنفد جميع ما عندها غاية البسط ضد الغل وكل هذا في انفاق الخير وانفاق الفساد فقليله وكثيره حرام أو الملامة هنا لاحقة ممن يطلب من المستحقين فلا يجد ما يعطى والمحسور الذي قد استنفدت قوته تقول حسرت البعير إذا أتعبته حتى لم تبق له قوة ومنه البصر الحسير قال ابن العربي وهذه الآية خطاب للنبي صلى الله عليه وسلّم والمراد أمته وكثيرا ما جاء هذا المعنى في القرآن فإن النبي صلى الله عليه