- قوله : روي عن عمر وعلي Bهما أن نفقة اللقيط في بيت المال قلت : أما الرواية عن عمر فأخرجها مالك في " الموطأ ( 1 ) - في كتاب الأقضية " عن ابن شهاب الزهري عن سنين أبي جميلة - رجل من بني سليم - أنه وجد منبوذا في زمن عمر بن الخطاب قال : فجئت به إلى عمر بن الخطاب فقال : ما حملك على أخذ هذه النسمة ؟ فقال : وجدتها ضائعة فأخذتها فقال له عريفه : يا أمير المؤمنين إنه رجل صالح قال كذلك ؟ قال : نعم فقال عمر : اذهب به فهو حر وعلينا نفقته انتهى . وعن مالك رواه الشافعي في " مسنده " ومن طريق الشافعي رواه البيهقي في " المعرفة " وقال : وغير الشافعي يرويه عن مالك ويقول فيه : وعلينا نفقته من بيت المال انتهى . قلت : هكذا رواه عبد الرزاق في " مصنفه " ثنا مالك عن ابن شهاب حدثني أبو جميلة أنه وجد منبوذا على عهد عمر بن الخطاب فأتاه به فاتهمه عمر فأثنى عليه خيرا فقال عمر : هو حر وولاؤه لك ونفقته من بيت المال انتهى . ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبراني في " معجمه " وروى عبد الرزاق أيضا أخبرنا معمر عن الزهري أن رجلا حدثه أنه جاء إلى أهله وقد التقط منبوذا فذهب إلى عمر Bه فذكره له فقال : عسى الغوير أبؤسا ( 2 ) فقال الرجل : ما التقط إلا وأنا غائب وسأل عنه عمر فأثنى عليه خيرا فقال له عمر : ولاؤه لك ونفقته من بيت المال حدثنا معمر عن ابن شهاب حدثني أبو جميلة بلفظ الأول عن مالك أخبرنا ابن عيينة عن الزهري عن أبي جميلة بنحوه : أخبرنا ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار عن ابن شهاب عن أبي جميلة بنحوه قال الدارقطني في " كتاب العلل " وبعضهم رواه عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي جميلة قال : والصواب ما رواه مالك قال : وقد رواه عن مالك أيضا جويرية بن أسماء وزاد فيه زيادة حسنة وبين قوله فيه وذكر أبو جميلة أنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلّم وحج معه حجة الوداع قال : وهي زيادة صحيحة انتهى . ورواه ابن سعد في " الطبقات - في ترجمة عمر بن الخطاب " أخبرنا الواقدي حدثني أسامة بن زيد بن أسلم عن يحيى بن عبد الله بن مالك عن أبيه عن جده قال الواقدي : وأخبرنا سليمان بن داود بن الحصين عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس قال الواقدي : وحدثني محمد بن عبد الله بن أخي الزهري عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال : كان عمر بن الخطاب إذا أتى باللقيط فرض له ما يصلحه رزقا يأخذه وليه كل شهر ويوصى به خيرا ويجعل رضاعه في بيت المال ونفقته مختصر . وأما الرواية عن علي فرواه عبد الرزاق حدثنا سفيان الثوري عن زهير بن أبي ثابت عن ذهل بن أوس عن تميم أنه وجد لقيطا فأتى به إلى علي فألحقه علي على مائة انتهى .
_________ .
( 1 ) عند مالك في " الموطأ - في الأقضية - باب القضاء في المنبوذ " ص 309 .
( 2 ) قوله : عسى الغوير أبؤسا قال ابن الأثير في " النهاية " : قول عمر لصاحب اللقيط : عسى الغوير أبؤسا هذا مثل قديم يقال عند التهمة والغوير : تصغير غار وقيل : هو موضع وقيل : ماء لكلب ومعنى المثل : ربما جاء الشر من معدن الخير وأصل هذا المثل : أن غارا كان فيه ناس فانهار عليهم وأتاهم فيه عدو فقتلهم فصار مثلا لكل شيء يخاف أن يأتي منه شر وقيل : أول من تكلمت به الزباء لما عدل قصير بالأحمال عن الطريق المألوفة وأخذ على الغوير فلما رأته وقد تنكب الطريق قالت : عسى الغوير أبؤسا أي عسى أن يأتي بالبأس والشر وأراد عمر بالمثل لعلك زنيت بأمه وادعيته لقيطا فشهد له جماعة بالستر فتركه انتهى . ذكره في " باب الغين مع الواو "