92 - إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون .
- 93 - وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون .
- 94 - فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون .
قال ابن عباس { إن هذه أمتكم أمة واحدة } يقول : دينكم دين واحد أي هذه شريعتكم التي بينت لكم ووضحت لكم . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : " نحن معاشر الأنبياء أولاد علات ديننا واحد " يعني أن المقصود هو عبادة الله وحده لا شريك له بشرائع متنوعة لرسله كما قال تعالى : { لكل جعلنا شرعة ومنهاجا } وقوله : { وتقطعوا أمرهم بينهم } أي اختلفت الأمم على رسلها فمن بين مصدق لهم ومكذب ولهذا قال : { كل إلينا راجعون } أي يوم القيامة فيجازى كل بحسب عمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر ولهذا قال : { فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن } أي قبله مصدق وعمل عملا صالحا { فلا كفران لسعيه } كقوله : { إنا لا نضيع أجر من أحس عملا } أي لا يكفر سعيه وهو عمله بل يشكر فلا يظلم مثقال ذرة ولهذا قال : { وإنا له كاتبون } أي يكتب جميع عمله فلا يضيع عليه منه شيء