23 - إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير .
- 24 - وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد .
لما أخبر تعالى عن حال أهل النار و ما هم فيه من العذاب والنكال والحريق والأغلال وما أعد لهم من الثياب من النار ذكر حال أهل الجنة فقال : { إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار } أي تتخرق في أكنافها وأرجائها وجوانبها وتحت أشجارها وقصورها يصرفونها حيث شاءوا وأين أرادوا { يحلون فيها } من الحلية { من أساور من ذهب ولؤلؤا } أي في أيديهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلّم في الحديث المتفق عليه : " تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء " . وقوله : { ولباسهم فيها حرير } في مقابلة ثياب أهل النار التي فصلت لهم لباس هؤلاء من الحرير استبرقه وسندسه كما قال : { عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق } وفي الصحيح : " لا تلبسوا الحرير ولا الديباج في الدنيا فإنه من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة " وقال عبد الله بن الزبير : من لم يلبس الحرير في الآخرة لم يدخل الجنة قال الله تعالى : { ولباسهم فيها حرير } وقوله : { وهدوا إلى الطيب من القول } كقوله تعالى : { والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار } وقوله : { لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاما } فهدوا إلى المكان الذي يسمعون فيه الكلام الطيب { ويلقون فيها تحية وسلاما } لا كما يهان أهل النار بالكلام الذي يوبخون فيه ويقرعون به يقال لهم : { ذوقوا عذاب الحريق } وقوله : { وهدوا إلى صراط الحميد } أي إلى المكان الذي يحمدون فيه ربهم على ما أحسن إليهم وأنعم به واسداه إليهم كما جاء في الحديث الصحيح : " أنهم يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النفس " وقد قال بعض المفسرين في قوله : { وهدوا إلى الطيب من القول } أي القرآن وقيل : لا إله إلا الله وقيل : الأذكار المشروعة { وهدوا إلى صراط الحميد } أي الطريق المستقيم في الدنيا وكل هذا لا ينافي ما ذكرناه والله أعلم