14 - ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم .
- 15 - إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم .
يقول تعالى : { ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة } أيها الخائضون في شأن عائشة بأن قبل توبتكم وإنابتكم إليه في الدنيا وعفا عنكم لإيمانكم بالنسبة إلى الدار الآخرة { لمسكم فيما أفضتم فيه } من قضية الإفك { عذاب عظيم } وهذا فيمن عند إيمان يقبل الله بسببه التوبة كمسطح و ( حسان ) و ( حمة بنت جحش ) فأما من خاض فيه من المافقين كعبد الله بن أبي .
ابن سلول وأضرابه فليس أولئك مرادين في هذه الآية لأنه ليس عندهم من الإيمان والعمل الصالح ما يعادل هذا ولا ما يعارضه ثم قال تعالى : { إذ تلقونه بألسنتكم } قال مجاهد : أي يروي بعضكم عن بعض يقول : هذا سمعته من فلان وقال فلان كذا وذكر بعضهم كذا وقوله تعالى : { وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم } أي تقولون ما لا تعلمون . ثم قال تعالى : { وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم } أي تقولون ما تقولون في شأن أم المؤمنين وتحسبون ذلك يسيرا وسهلا ولو لم تكن زوجة النبي صلى الله عليه وسلّم لما كان هينا فكيف وهي زوجة خاتم الأنبياء وسيد المرسلين فعظيم عند الله أن يقال في زوجة نبيه ورسوله ما قيل فإن الله سبحانه وتعالى يغار لهذا ولهذا قال تعالى : { وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم } وفي الصحيحين : " إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يدري ما تبلغ ( وفي رواية لا يلقي لها بالا ) يهوي بها في النار أبعد مما بين السماء والأرض "