64 - أم من يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين .
أي هو الذي بقدرته وسلطانه يبدأ الخلق ثم يعيده كما قال تعالى في الآية الأخرى : { إنه هو يبدئ ويعيد } وقال تعالى : { وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه } { ومن يرزقكم من السماء والأرض } أي بما ينزل من مطر السماء وينبت من بركات الأرض كما قال تعالى : { يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها } فهو تبارك وتعالى ينزل من السماء ماء مباركا فيسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به أنواع الزروع والثمار والأزاهير وغير ذلك من ألوان شتى { كلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لآيات لأولي النهى } ولهذا لما قال تعالى : { أإله مع الله } أي فعل هذا وعلى القول الآخر بعد هذا { قل هاتوا برهانكم } على صحة ما تدعونه من عبادة آلهة أخرى { إن كنتم صادقين } في ذلك وقد علم أنه لا حجة لهم ولا برهان كما قال تعالى : { ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون }