14 - ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين .
- 15 - ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين .
- 16 - قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم .
- 17 - قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين .
لما ذكر تعالى مبدأة أمر موسى عليه السلام ذكر أنه لما بلغ أشده واستوى آتاه الله حكما وعلما قال مجاهد يعني النبوة { وكذلك نجزي المحسنين } ثم ذكر تعالى سبب وصوله إلى ما كان قدره له من النبوة والتكليم في قضية قتله ذلك القبطي الذي كان سبب خروجه من الديار المصرية إلى بلاد مدين فقال تعالى : { ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها } قال ابن عباس : وذلك بين المغرب والعشاء وقال ابن المنكدر عن ابن عباس : كان ذلك نصف النهار ( وهو قول سعيد بن جبير وعكرمة والسدي وقتادة ) { فوجد فيها رجلان يقتتلان } أي يتضاربان ويتنازعان { هذا من شيعته } أي إسرائيلي { وهذا من عدوه } أي قبطي فاستغاث الإسرائيلي بموسى عليه السلام فوجد موسى فرصة وهي غفلة الناس فعمد إلى القبطي { فوكزه موسى فقضى عليه } قال مجاهد : فوكزه أي طعنه بجمع كفه وقال قتادة : وكزه بعصا كانت معه فقضى عليه أي كان فيها حتفه فمات : { قال } موسى { هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين ... قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم ... قال رب بما أنعمت علي } أي بما جعلت لي من الجاه والعز والنعمة { فلن أكون ظهيرا } أي معينا { للمجرمين } أي الكافرين بك المخالفين لأمرك