60 - وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون .
- 61 - أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين .
يقول تعالى مخبرا عن حقارة الدنيا وما فيها من الزينة الدنيئة والزهرة الفانية بالنسبة إلى ما أعده الله لعباده الصالحين في الدار الآخرة من النعيم العظيم المقيم كما قال تعالى : { ما عندكم ينفد وما عند الله باق } وقال : { وما عند الله خير للأبرار } وقال : { وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع } وقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : " والله ما الحياة الدنيا في الآخرة إلا كما يغمس أحدكم أصبعه في اليم فلينظر ماذا يرجع إليه " ( أخرجه مسلم في صحيحه ) وقوله تعالى : { أفلا تعقلون } أي أفلا يعقل من يقدم الدنيا على الآخرة وقوله تعالى : { أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو القيامة من المحضرين } يقول تعالى : أفمن هو مؤمن مصدق بما وعده الله على صالح الأعمال من الثواب كمن هو كافر مكذب بلقاء الله ووعده ووعيده فهو ممتع في الحياة الدنيا أياما قلائل { ثم هو يوم القيامة من المحضرين } ؟ قال مجاهد : من المعذبين وهذا كقوله تعالى : { ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين } وقال تعالى : { ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون }