8 - ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون .
- 9 - والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين .
يقول تعالى آمرا عباده بالإحسان إلى الوالدين بعد الحث على التمسك بتوحيده فإن الوالدين هما سبب وجود الإنسان ولهما عليه غاية الإحسان فالوالد بالإنفاق والوالدة بالإشفاق ولهذا قال تعالى : { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا } ومع هذه الوصية بالرأفة والرحمة والإحسان إليهما في مقابلة إحسانهما المتقدم قال { وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما } أي وإن حرصا أن تتابعهما على دينهما إذا كانا مشركين فلا تطعهما في ذلك فإن مرجعكم إلي يوم القيامة فأجزيك بإحسانك إليهما وصبرك على دينك وأحشرك مع الصالحين لا في زمرة والديك ولهذا قال تعالى : { والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين } . عن مصعب بن سعد يحدث عن أبيه سعد قال : نزلت في أربع آيات فذكر قصته وقال قالت أم سعد : أليس الله قد أمرك بالبر ؟ والله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أموت أو تكفر قال : فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها شجروا ( فتحوا فمها ) فاها فنزلت : { ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما } ( أخرجه الترمذي في باب التفسير في قصة ( سعد بن أبي وقاص ) مع أمه ورواه أيضا مسلم والإمام أحمد وأبو داود والنسائي ) الآية