199 - ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم .
قال البخاري : عن عائشة قالت : كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة وكانوا يسمون ( الحمس ) وسائر العرب يقفون بعرفات فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلّم أن يأتي عرفات ثم يقف بها ثم يفيض منها فذلك قوله : { من حيث أفاض الناس } والمراد بالإفاضة ههنا هي الإفاضة من المزدلفة إلى منى لرمي الجمار .
وقوله تعالى : { واستغفروا الله إن الله غفور رحيم } كثيرا ما يأمر الله بذكره بعد قضاء العبادات ولهذا ثبت في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان إذا فرغ من الصلاة يستغفر الله ثلاثا وفي الصحيحين أنه ندب إلى التسبيح والتحميد والتكبير ثلاثا وثلاثين وقد روى ابن جرير استغفاره صلى الله عليه وسلّم لأمته عشية عرفة . وعن شداد بن أوس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : " سيد الاستغفار أن يقول العبد : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما اتسطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت من قالها في ليلة فمات في ليلته دخل الجنة ومن قالها في يومه فمات دخل الجنة " ( أخرجه البخاري وابن مردويه ) وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمر أن أبا بكر قال : يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي فقال : " قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم " والأحاديث في الاستغفار كثيرة