28 - ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين .
- 29 - قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون .
- 30 - فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون .
يقول تعالى مخبرا عن استعجال الكفار وقوع بأس الله بهم وحلول غضبه عليهم استبعادا وتكذيبا وعنادا { ويقولون متى هذا الفتح } أي متى تنصر علينا يا محمد ؟ كما تزعم أن لك وقتا تدال علينا وينتقم لك منا فمتى يكون هذا ؟ ما نراك أنت وأصحابك إلا مختفين خائفين ذليلين قال الله تعالى : { قل يوم الفتح } أي إذا حل بكم بأس الله وسخطه وغضبه في الدنيا وفي الأخرى { لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون } كما قال تعالى : { فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم } الآيتين . والمراد بالفتح القضاء والفصل كقوله : { فافتح بيني وبينهم فتحا } الآية وكقوله : { قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق } الآية ثم قال تعالى : { فأعرض .
عنهم وانتظر إنهم منتظرون } أي أعرض عن هؤلاء المشركين وبلغ ما أنزل إليك من ربك كقوله تعالى : { اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو } الآية وانتظر فإن الله سينجز لك ما وعدك وسينصرك على من خالفك إنه لا يخلف الميعاد وقوله : { إنهم منتظرون } أي أنت منتظر وهم منتظرون ويتربصون بكم الدوائر { أم يقولون شاعر تتربص به ريب المنون } وسترى عاقبة صبرك عليهم وعلى أداء رسالة الله في نصرتك وتأييدك وسيجدون غب ما ينتظرونه فيك وفي أصحابك من وبيل عقاب الله لهم وحلول عذابه بهم وحسبنا الله ونعم الوكيل