21 - لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا .
- 22 - ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما .
هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلّم في أقواله وأفعاله وأحواله ولهذا أمر تبارك وتعالى الناس بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلّم في صبره ومصابراته ومرابطته ومجاهدته ولهذا قال تعالى للذين تضجروا وتزلزلوا واضطربوا في أمرهم يوم الأحزاب : { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } أي هلا اقتديتم به وتأسيتم بشمائله صلى الله عليه وسلّم ولهذا قال تعالى : { لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا } ثم قال تعالى مخبرا عن عباده المؤمنين المصدقين بموعود الله لهم وجعله العاقبة لهم في الدنيا والآخرة فقال تعالى : { ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله } قال ابن عباس : يعنون قوله تعالى في سورة البقرة { مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ؟ ألا إن نصر الله قريب } أي هذا ما وعدنا الله ورسوله من الابتلاء والاختبار والامتحان الذي يعقبه النصر القريب ولهذا قال تعالى : { وصدق الله ورسوله } وقوله تعالى : { وما زادهم إلا إيمانا وتسليما } دليل على زيادة الإيمان وقوته بالنسبة إلى الناس وأحوالهم ومعنى قوله جلت عظمته : { وما زادهم } أي ذلك الحال والضيق والشدة { إلا إيمانا } بالله { وتسليما } أي انقيادا لأوامره وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلّم