28 - وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
- 29 - ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين .
- 30 - قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون .
يقول تعالى لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلّم تسليما { وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا } أي إلى جميع الخلائق من المكلفين كقوله تبارك وتعالى : { قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا } { بشيرا ونذيرا } أي تبشر من أطاعك بالجنة وتنذر من عصاك بالنار { ولكن أكثر الناس لا يعلمون } كقوله D : { وما أكثر الناس ولو حرصت بؤمنين } { وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله } قال محمد بن كعب : يعني إلى الناس عامة وقال قتادة : أرسل الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلّم إلى العرب والعجم فأكرمهم على الله تبارك وتعالى أطوعهم لله D وقال ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : سمعت ابن عباس .
Bهما يقول : إن الله تعالى فضل محمدا صلى الله عليه وسلّم على أهل السماء وعلى الأنبياء قالوا : يا ابن عباس فيم فضله على الأنبياء ؟ قال Bه إن الله تعالى قال : { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم } وقال للنبي صلى الله عليه وسلّم { وما أرسلناك إلا كافة للناس } فأرسله الله تعالى إلى الجن والإنس وهذا كما ثبت في الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : " أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة " ( أخرجاه في الصحيحين عن جابر بن عبد الله موقوفا ) وفي الصحيح أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : " بعثت إلى الأسود والأحمر " قال مجاهد : يعني الجن والإنس وقال غيره يعني العرب والعجم والكل صحيح ثم قال الله D مخبرا عن الكفار في استبعادهم قيام الساعة : { ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين } وهذه الآية كقوله D : { يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها } الآية ثم قال تعالى : { قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون } أي لكم ميعاد مؤجل لا يزاد ولا ينقص فإذا جاء فلا يؤخر ساعة ولا يقدم كما قال تعالى : { إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر } وقال D : { وما نؤخره إلا لأجل معدود ... يوم يأتي لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد }