بسم الله الرحمن الرحيم .
- 1 - الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم .
- 2 - والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم .
- 3 - ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس أمثالهم .
يقول تعالى : { الذين كفروا } أي بآيات الله { وصدوا } غيرهم { عن سبيل الله أضل أعمالهم } أي أبطلها وأذهبها ولم يجعل لها ثوابا ولا جزاء كقوله تعالى : { وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا } ثم قال جل وعلا { والذين آمنوا وعملوا الصالحات } أي آمنت قلوبهم وسرائرهم وانقادت لشرع الله جوارحهم وبواطنهم { وآمنوا بما نزل على محمد } عطف خاص على عام وهو دليل على أنه شرط في صحة الإيمان بعد بعثته صلى الله عليه وسلّم وقوله تبارك وتعالى : { وهو الحق من ربهم } جملة معترضة حسنة ولهذا قال جل جلاله : { كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم } قال ابن عباس : أي أمرهم وقال مجاهد : شأنهم وقال قتادة : حالهم والكل متقارب وفي حديث تشميت العاطس " يهديكم الله ويصلح بالكم " ثم قال D : { ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل } أي إنما أبطلنا أعمال الكفار وتجاوزنا عن سيئات الأبرار وأصلحنا شؤونهم لأن الذين كفروا اتبعوا الباطل أي اختاروا الباطل على الحق { وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس أمثالهم } أي يبين لهم مآل أعمالهم وما يصيرون إليه في معادهم والله سبحانه وتعالى أعلم