10 - أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها .
- 11 - ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم .
- 12 - إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم .
- 13 - وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم .
يقول تعالى : { أفلم يسيروا } يعني المشركين بالله المكذبين لرسوله { في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم } أي عاقبتهم بتكذيبهم وكفرهم أي ونجى المؤمنين من بين أظهرهم ولهذا قال تعالى : { وللكافرين أمثالها } ثم قال : { ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم } ولهذا لما قال أبو سفيان رئيس المشركين يوم أحد : اعل هبل اعل هبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : " ألا تجيبوه ؟ " فقالوا : يا رسول الله وما نقول ؟ قال صلى .
الله عليه وسلم قولوا : " الله أعلى وأجل " ثم قال أبو سفيان : لنا العزى ولا عزى لكم فقال صلى الله عليه وسلّم : " ألا تجيبوه ؟ " قالوا : وما نقول يا رسول الله ؟ قال : " قولوا : الله مولانا ولا مولى لكم " ثم قال سبحانه وتعالى : { إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار } أي يوم القيامة { والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام } أي في دنياهم يتمتعون بها ويأكلون منها كأكل الأنعام خضما وقضما ليس لهم همة إلا في ذلك ولهذا ثبت في الصحيح : " المؤمن يأكل في معى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء " ثم قال تعالى : { والنار مثوى لهم } أي يوم جزائهم وقوله D : { وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك } يعني مكة { أهلكناهم فلا ناصر لهم } وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد لأهل مكة في تكذيبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو سيد الرسل وخاتم الأنبياء فإذا كان الله D قد أهلك الذين كذبوا الرسل قبله فما ظن هؤلاء أن يفعل الله بهم في الدنيا والأخرى ؟ وقوله تعالى : { من قريتك التي أخرجتك } أي الذين أخرجوك من بين أظهرهم روى ابن عباس Bهما أن النبي صلى الله عليه وسلّم لما خرج من مكة إلى الغار وأتاه فالتفت إلى مكة وقال : " أنت أحب بلاد الله إلى الله وأنت أحب بلاد الله إلي ولولا أن المشركين أخرجوني لم أخرج منك " ( أخرجه ابن أبي حاتم من حديث ابن عباس Bهما ) . فأعدى الأعداء من عدا على الله تعالى في حرمه أو قتل غير قاتله أو قتل بذحول الجاهلية فأنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلّم : { وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم }