19 - فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه .
- 20 - إني ظننت أني ملاق حسابيه .
- 21 - فهو في عيشة راضية .
- 22 - في جنة عالية .
- 23 - قطوفها دانية .
- 24 - كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية .
يخبر تعالى عن سعادة من يؤتى كتابه يوم القيامة بيمينه وفرحه بذلك وأنه من شدة فرحه يقول لكل من لقيه : { هاؤم اقرأوا كتابيه } أي خذوا اقرأوا كتابيه لأنه يعلم أن الذي فيه خير وحسنات محضة لأنه ممن بدل الله سيئاته حسنات وعن عبد الله بن عبد الله بن حنظلة ( غسيل الملائكة ) قال : إن الله يوقف عبده يوم القيامة فيبدي أي يظهر سيئاته في ظهر صحيفته فيقول له : أنت عملت هذا فيقول : نعم أي رب فيقول له : إني لم أفضحك به وإني قد غفرت لك فيقول عند ذلك : { هاؤم اقرأوا كتابيه } { إني ظننت أني ملاق حسابيه } حين نجا من فضيحته يوم القيامة ( أخرجه ابن أبي حاتم ) وقد تقدم في الصحيح حديث ابن عمر حين سئل عن النجوى فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول : " يدني الله العبد يوم القيامة فيقرره بذنوبه كلها حتى إذا رأى أنه قد هلك قال الله تعالى : إني سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ثم يعطى كتاب حسناته بيمينه وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين " وقوله تعالى : { إني ظننت أني ملاق حسابيه } أي قد كنت موقنا في الدنيا أن هذا اليوم كائن لا محالة كما قال تعالى : { الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم } قال تعالى : { فهو في عيشة راضية } أي مرضية { في جنة عالية } أي رفيعة قصورها حسان حورها نعيمة دورها دائم حبورها روى ابن أبي حاتم عن أبي أمامة قال : سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلّم : هل يتزاور أهل الجنة ؟ قال : " نعم . إنه ليهبط أهل الدرجة العليا إلى أهل الدرجة السفلى فيحيونهم ويسلمون عليهم ولا يستطيع أهل الدرجة السفلى يصعدون إلى الأعلين تقصر بهم أعمالهم " ( رواه ابن أبي حاتم ) وقد ثبت في الصحيح : " أن الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض " . وقوله تعالى : { قطوفها دانية } قال البراء بن عازب : أي قريبة يتناولها أحدهم وهو نائم على سريره وكذا قال غير واحد روى الطبراني عن سلمان الفارسي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : " لا يدخل أحد الجنة إلا بجواز : بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله لفلان بن فلان أدخلوه جنة عالية قطوفها دانية " ( رواه الطبراني ) وفي رواية : " يعطى المؤمن جوازا على الصراط : بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لفلان أدخلوه جنة عالية قطوفها دانية " ( أخرجه الضياء في صفة الجنة ) وقوله تعالى : { كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية } أي يقال لهم ذلك تفضلا عليهم وامتنانا وإنعاما وإحسانا وإلا فقد ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنه قال : " اعملوا وسددوا وقاربوا واعلموا أن أحدا منكم لن يدخله عمله الجنة " قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : " ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل "