15 - يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين .
- 16 - يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم .
يقول تعالى مخبرا عن نفسه الكريمة أنه قد أرسل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلّم بالهدى ودين الحق إلى جميع أهل الأرض عربهم وعجمهم أميهم وكتابيهم وأنه بعثه بالبينات والفرق بين الحق والباطل فقال تعالى : { يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفوا عن كثير } أي يبين ما بدلوه وحرفوه وأولوه وافتروا على الله فيه ويسكت عن كثير مما غيروه ولا فائدة في بيانه . وقد روى الحاكم في مستدركه عن ابن عباس Bه قال : من كفر بالرجم فقد كفر بالقرآن من حيث لا يحتسب لقوله تعالى : { يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب } فكان الرجم مما أخفوه ( أخرج ابن جرير : أن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلّم يسألونه عن الرجم فقال : " أيكم أعلم ؟ " فاشاروا إلى ابن صوريا فناشده بالذي أنزل التوراة على موسى والذي رفع الطور والمواثيق فقال : إنه لما كثر فينا جلدنا مائة وحلقنا الرؤوس فحكم عليهم بالرجم فأنزل الله : { يا أهل الكتاب - إلى قوله - صراط مستقيم } ) ثم أخبر تعالى عن القرآن العظيم الذي أنزله على نبيه الكريم فقال : { قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام } أي طرق النجاة والسلامة ومناهج الاستقامة { ويخرجهم من لظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم } أي ينجيهم من المهالك ويوضح لهم أبين المسالك فيصرف عنهم المحذور ويحصل لهم أحب الأمور وينفي عنهم الضلالة ويرشدهم إلى أقوم حالة