76 - قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم .
- 77 - قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل .
يقول تعالى منكرا على من عبد غيره من الأصنام والأنداد والأوثان ومبينا له أنها لا تستحق شيئا من الإلهية فقال تعالى : { قل } أي يا محمد لهؤلاء العابدين غير الله من سائر فرق بني آدم ودخل في ذلك النصارى وغيرهم { أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا } أي لا يقدر على دفع ضر عنكم ولا إيصال نفع إليكم { والله هو السميع العليم } أي السميع لأقوال عباده العليم بكل شيء فلم عدلتم عنه إلى عبادة جماد لا يسمع ولا يبصر ولا يعلم شيئا ولا يملك ضرا ولا نفعا لغيره ولا لنفسه ؟ ثم قال : { قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق } أي لا تجاوزوا الحد في اتباع الحق ولا تطروا من أمرتم بتعظيمه فتبالغوا فيه حتى تخرجوه عن حيز النبوة إلى مقام الإلهية كما صنعتم في المسح وهو نبي من الأنبياء فجعلتموه إلها من دون الله وما ذاك إلا لإقتدائكم بشيوخكم شيوخ الضلال الذين هم سلفكم ممن ضل قديما { وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل } أي وخرجوا عن طريق الاستقامة والاعتدال إلى طريق الغواية والضلال