46 - قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون .
- 47 - قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون .
- 48 - وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
- 49 - والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون .
يقول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلّم قل لهؤلاء المكذبين المعاندين { أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم } أي سلبكم إياها كما أعطاكموها كما قال تعالى : { هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار } الآية ويحتمل أن يكون هذا عبارة عن منع الانتفاع بها الانتفاع الشرعي ولهذا قال : { وختم على قلوبكم } كما قال : { أمن يملك السمع والأبصار } وقال : { واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه } وقوله : { من إله غير الله يأتيكم به } أي هل أحد غير الله يقدر على رد ذلك إليكم إذا سلبه الله منكم ؟ لا يقدر على ذلك أحد سواه ولهذا قال : { انظر كيف نصرف الآيات } أي نبينها ونوضحها ونفسرها دالة على أنه لا إله إلا الله وأن ما يعبدون من دونه باطل وضلال { ثم هم يصدفون } أي ثم هم مع البيان يصدفون أي يعرضون عن الحق ويصدون الناس عن اتباعه قال ابن عباس : يصدفون أي يعدلون . وقال مجاهد وقتادة : يعرضون وقال السدي : يصدون . وقوله تعالى : { قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة } أي وأنتم لا تشعرون به حتى بغتكم وفجأكم { أو جهرة } أي ظاهرا عيانا { هل يهلك إلا القوم الظالمون } أي إنما كان يحيط بالظالمين أنفسهم بالشرك بالله ينجو الذين كانوا يعبدون الله وحده لا شريك له فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون وقوله : { وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين } أي مبشرين عباد الله المؤمنين بالخيرات ومنذرين من كفر بالله النقمات والعقوبات ولهذا قال : { فمن آمن وأصلح } أي فمن آمن قلبه بما جاءوا به وأصلح عمله باتباعه إياهم { فلا خوف عليهم } أي بالنسبة لما يستقبلونه { ولا هم يحزنون } أي بالنسبة إلى ما فاتهم وتركوه وراء ظهورهم من أمر الدنيا وصنيعها الله وليهم فيما خلفوه وحافظهم فيما تركوه ثم قال : { والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون } أي ينالهم العذاب بما كفروا بما جاءت به الرسل وخرجوا عن أوامر الله وطاعته وارتكبوا من مناهيه ومحارمه وانتهاك حرماته