47 - يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين .
يذكرهم تعالى بسالف نعمه على آبائهم وأسلافهم وما كان فضلهم به من إرسال الرسل منهم وأنزل الكتب عليهم وعلى سائر الأمم من أهل زمانهم كما قال تعالى : { ولقد اخترناهم على علم على العالمين } وقال تعالى : { وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين } قال أبو العالية في قوله تعالى { وإني فضلتكم على العالمين } على عالم من كان في ذلك الزمان فإن لكل زمان عالما ويجب الحمل على هذا لأن هذه الأمة أفضل منهم لقوله تعالى : { كنتم خير أمة أخرجت للناس } وقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : " أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله ( رواه أصحاب السنن عن معاوية بن حيدة القشيري مرفوعا ) " والأحاديث في هذا كثيرة وقيل : المراد تفضيل بنوع ما من الفضل على سائر الناس ولا يلزم تفضيلهم مطلقا حكاه الرازي وفيه نظر . وقيل : فضلوا على سائر الأمم لاشتمال أمتهم على الأنبياء منهم وفيه نظر لأن العالمين عام يشمل من قبلهم ومن بعدهم من الأنبياء فإبراهيم الخليل قبلهم وهو أفضل من سائر أنبيائهم ومحمد بعدهم وهو أفضل من جميع الخلق وسيد ولد آدم في الدنيا والآخرة صلوات الله وسلامه عليه