34 - قل هل من شركائكم من يبدؤا الخلق ثم يعيده قل الله يبدؤا الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون .
- 35 - قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون .
- 36 - وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا إن الله عليم بما يفعلون .
وهذا إبطال لدعواهم فيما أشركوا بالله غيره وعبدوا من الأصنام والأنداد { قل هل من شركائكم من يبدؤ الخلق ثم يعيده } أي من بدأ خلق هذه السماوات والأرض ثم ينشئ ما فيهما من الخلائق ويفرق أجرام السماوات والأرض ويبدلهما بفناء ما فيهما ثم يعيد الخلق خلقا جديدا { قل الله } هو الذي يفعل هذا ويستقل به وحده لا شريك به { فأنى تؤفكون } أي فكيف تصرفون عن طريق الرشد إلى الباطل { قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق ؟ قل الله يهدي للحق } أي أنتم تعلمون أن شركاءكم لا تقدر على هداية ضال وإنما يهدي الحيارى والضلال ويقلب القلوب من الغي إلى الرشد الله رب العالمين { أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى } أي أفيتبع العبد الذي يهدى إلى الحق ويبصر بعد العمى أم الذي لا يهدي إلى شيء إلا أن يهدى لعماه وبكمه كما قال تعالى إخبارا عن إبراهيم أنه قال : { يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا } .
وقوله تعالى : { فما لكم كيف تحكمون } أي فما بالكم يذهب بعقولكم كيف سويتم بين الله وبين خلقه وعدلتم هذا بهذا وعبدتم هذا وهذا ؟ وهلا أفردتم الرب جل جلاله بالعبادة وحده وأخلصتم إليه الدعوة والإنابة ؟ ثم بين تعالى أنهم لا يتبعون في دينهم هذا دليلا ولا برهانا وإنما هو ظن منهم أي توهم وتخيل وذلك لا يغني عنهم شيئا { إن الله عليم بما يفعلون } تهديد لهم ووعيد شديد لأنه تعالى أخبر أنه سيجازيهم على ذلك أتم الجزاء