57 - يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين .
- 58 - قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون .
يقول تعالى ممتنا على خلقه بما أنزله من القرآن العظيم على رسوله الكريم : { يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم } أي زاجر عن الفواحش { وشفاء لما في الصدور } أي من الشبه والشكوك وهو إزالة ما فيها من رجس ودنس { وهدى ورحمة } أي يحصل به الهداية .
والرحمة من الله تعالى وإنما ذلك للمؤمنين به والمصدقين الموقنين بما فيه كقوله تعالى : { وننزل من القرآن ما فيه شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا } . وقوله : { قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء } الآية . وقوله تعالى : { قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا } أي بهذا الذي جاءهم من الله من الهدى ودين الحق فليفرحوا فإنه أولى ما يفرحون به { هو خير مما يجمعون } أي من حطام الدنيا وما فيها من الزهرة الفانية الذاهبة لا محالة