80 - قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد .
- 81 - قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب .
يقول تعالى مخبرا عن نبيه لوط عليه السلام إن لوطا توعدهم بقوله : { لو أن لي بكم قوة } الآية أي لكنت نكلت بكم وفعلت بكم الأفاعيل بنفسي وعشيرتي ولهذا ورد في الحديث : " رحمة الله على لوط لقد كان يأوي إلى ركن شديد - يعني الله D - فما بعث الله بعده من نبي إلا في ثروة من قومه " فعند ذلك أخبرته الملائكة أنهم رسل الله إليه وأنهم لا وصول لهم إليه { قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك } وأمروه أن يسري بأهله من آخر الليل وأن يتبع أدبارهم أي يكون ساقة لأهله { ولا يلتفت منكم أحد } أي إذا سمعت ما نزل بهم ولا تهولنكم تلك الأصوات المزعجة وقوله : { ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك } ذكروا أنها خرجت معهم ولما سمعت الوجبة التفت وقالت : واقوماه فجاءها حجر من السماء فقتلها ثم قربوا له هلاك قومه تبشيرا له لأنه قال لهم أهلكوهم الساعة فقالوا : { إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب } ؟ هذا وقوم لوط وقوف على الباب وعكوف وقد جاءوا يهرعون إليه من كل جانب ولوط واقف على الباب يدافعهم ويردعهم وينهاهم عما هم فيه وهم لا يقبلون منه بل يتوعدونه ويتهددونه فعند ذلك خرج عليهم جبريل عليه السلام فضرب وجوههم بجناحه فطمس أعينهم فرجعوا وهم لا يهتدون الطريق كما قال تعالى : { ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر } الآية