49 - وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد .
- 50 - سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار .
- 51 - ليجزي الله كل نفس ما كسبت إن الله سريع الحساب .
يقول تعالى : { يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات } وتبرز الخلائق لديانها ترى يا محمد يومئذ المجرمين وهم الذين أجرموا بكفرهم وفسادهم { مقرنين } أي بعضهم إلى بعض قد جمع بين النظراء أو الأشكال منهم كل صنف إلى صنف كما قال تعالى : { احشروا الذين ظلموا وأزواجهم } وقال : { وإذا النفوس زوجت } وقال : { وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا } وقال : { والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد } والأصفاد هي القيود ( قاله ابن عباس وسعيد بن جبير والأعمش وعبد الرحمن بن زيد ) قال عمرو بن كلثوم : .
فآبوا بالثياب وبالسبايا ... وأبنا بالملوك مصفدينا .
وقوله تعالى : { سرابيلهم من قطران } أي ثيابهم التي يلبسونها من قطران وهو الذي تهنأ به الإبل أي تطلى قال قتادة : وهو ألصق شيء بالنار وكان ابن عباس يقول : القطران هو النحاس المذاب ( وهو مروي عن مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وقتادة ) أي من نحاس حار قد انتهى حره وقوله : { وتغشى وجوههم النار } كقوله : { تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون } وقال الإمام أحمد عن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : " أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن : الفخر بالأحساب والطعن بالأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة على الميت والنائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب " ( أخرجه مسلم والإمام أحمد في المسند ) وقوله : { ليجزي الله كل نفس ما كسبت } أي يوم القيامة { ليجزي الذين أساءوا بما عملوا } الآية { إن الله سريع الحساب } يحتمل أن يكون كقوله تعالى : { اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون } ويحتمل أنه في حال محاسبة لعبده سريع النجاز لأنه يعلم كل شيء ولا يخفى عليه خافية وإن جميع الخلق بالنسبة إلى قدرته كالواحد منهم كقوله تعالى : { ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة } وهذا معنى قول مجاهد : { سريع الحساب } إحصاء ويحتمل أن يكون المعنيان مرادين والله أعلم