3 - خلق السماوات والأرض بالحق تعالى عما يشركون .
- 4 - خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين .
يخبر تعالى عن خلقه العالم العلوي وهو السماوات والعالم السفلي وهو الأرض بما حوت وأن ذلك مخلوق بالحق لا للعبث بل { ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى } ثم نزه نفسه عن شرك من عبد معه غيره وهو المستقل بالخلق وحده لا شريك له فلهذا يستحق أن يعبد وحده لا شريك له ثم نبه على خلق جنس الإنسان { من نطفة } أي مهينة ضعيفة فلما استقل ودرج إذا هو يخاصم ربه تعالى ويكذبه ويحارب رسله وهو إنما خلق ليكون عبدا لا ضدا كقوله تعالى : { ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا } . وقوله : { أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين } . وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن بشر بن جحاش قال : بصق رسول الله صلى الله عليه وسلّم في كفه ثم قال : " يقول الله تعالى : ابن آدم أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه حتى إذا سويتك فعدلتك مشيت بين برديك وللأرض منك وئيد فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت الحلقوم قلت أتصدق وأنى أوان الصدقة ؟ " ( رواه الإمام أحمد وابن ماجه في السنن )