5 - والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون .
- 6 - ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون .
- 7 - وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤوف رحيم .
يمتن تعالى على عباده بما خلق لهم من الأنعام وهي ( الإبل والبقر والغنم ) وبما جعل لهم فيها من المصالح والمنافع من أصوافها وأوبارها وأشعارها يلبسون ويفترشون ومن ألبانها يشربون ويأكلون من أولادها وما لهم فيها من الجمال وهو الزينة ولهذا قال : { ولكم فيها جمال حين تريحون } وهو وقت رجوعها عشيا من المرعى فإنها تكون أمده خواصر وأعظمه ضروعا وأعلاه أسنمة { وحين تسرحون } أي غدوة حين تبعثونها المرعى { وتحمل أثقالكم } وهي الأحمال الثقيلة التي تعجزون عن نقلها وحملها { إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس } وذلك في الحج والعمرة والغزو والتجارة وما جرى مجرى ذلك تستعملونها في أنواع الاستعمال من ركوب وتحميل كقوله تعالى : { الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون ... ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون } ولهذا قال ههنا بعد تعداد هذه النعم : { إن ربكم لرؤوف رحيم } أي ربكم الذي قيض لكم هذه الأنعام وسخرها لكم كقوله : { وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون } وقال : { وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون } قال ابن عباس : { لكم فيها دفء } أي ثياب { ومنافع } ما تنتفعون به من الأطعمة والأشربة ومنافع نسل كل دابة . وقال مجاهد : { لكم فيها دفء } أي لباس ينسج و { منافع } مركب ولحم ولبن . وقال قتادة : دفء ومنافع يقول : لكم فيها لباس ومنفعة وبلغة وكذا قال غير واحد من المفسرين بألفاظ متقاربة