9 - وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين .
لما ذكر تعالى في هذه السورة الحيوانات من الأنعام وغيرها التي يركبونها ويبلغون عليها حاجة في صدورهم وتحمل أثقالهم إلى البلاد والأماكن البعيدة والأسفار الشاقة شرع في ذكر الطرق التي يسلكها الناس إليه فبين أن الحق منها ما هي موصلة إليه فقال : { وعلى الله قصد السبيل } كقوله : { وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله } وقال : { هذا صراط علي مستقيم } قال مجاهد في قوله : { وعلى الله قصد السبيل } قال : طريق الحق على الله . وقال السدي : { وعلى الله قصد السبيل } الإسلام وقال ابن عباس : وعلى الله البيان أي يبين الهدى والضلالة ( وكذا قال قتادة والضحاك ) . وقول مجاهد ههنا أقوى من حيث السياق لأنه تعالى أخبر أن ثم طرقا تسلك إليه فليس يصل إليه منها إلا طريق الحق وهي الطريق التي شرعها ورضيها وما عداها مسدودة والأعمال فيها مردودة ولهذا قال تعالى : { ومنها جائر } أي حائد مائل زائل عن الحق . قال ابن عباس وغيره : هي الطرق المختلفة والآراء والأهواء المتفرقة كاليهودية والنصرانية والمجوسية وقرأ ابن مسعود : { منكم جائر } ثم أخبر تعالى أن ذلك كله كائن عن قدرته ومشيئته فقال : { ولو شاء لهداكم أجمعين } كما قال تعالى : { ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا } وقال : { ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة } الآية