قال الخوارزمي وولد رسول الله A بعد ذلك بخمسين يوما يوم الاثنين لثمان خلت من ربيع الأول وذلك سنة إحدى وأربعين عام الفيل فكان من مولده A إلى أن بعثه الله تعالى أربعون سنة ويوم ومن مبعثه إلى أول المحرم من السنة التي هاجر فيها اثنتي عشرة سنة وتسعة أشهر وعشرون يوما وذلك ثلاث وخمسون سنة تامة من أول عام الفيل .
أخبرنا محمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن معاوية حدثنا جعفر بن محمد الفريابي حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن حنش عن عكرمة عن ابن عباس قال ولد نبيكم A يوم الاثنين وخرج من مكة يوم الاثنين ودخل المدينة يوم الاثنين وكانت بدر يوم الاثنين وتوفي يوم الاثنين A وشرف كرم .
غزواته .
قال أبو عمر Bه الأكثر على أن وقعة بدر كانت يوم الجمعة صبيحة سبع عشرة من شهر رمضان وما رأيت أحدا ذكر أنها كانت يوم الاثنين إلا في هذا الخبر من رواية لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن حنش ولا حجة في مثل هذا الإسناد عند جميعهم إذا خالفه من هو أكثر منه .
قال الخوارزمي وقدم رسول الله A المدينة مهاجرا يوم الاثنين وهو اليوم الثامن من ربيع الأول سنة أربع وخمسين من عام الفيل وهي سنة إحدى من الهجرة يوم عشرين من أيلول فكان مبعثه A إلى يوم هاجر ودخل المدينة ثلاث عشرة سنة كاملة ومكث بالمدينة عشر سنين وشهرين إلى أن مات وذلك يوم الاثنين أول يوم من ربيع الأول سنة أربع وستين من عام الفيل ومن الهجرة سنة إحدى عشرة وهذا كله قول الخوارزمي وهذا الذي قال هو معنى قول ابن عباس إن رسول الله A أقام بمكة ثلاث عشر سنة يعني بعد البعث وبالمدينة عشر سنين ويشهد بصحة ذلك قول أبي قيس صرمة بن قيس الأنصاري : .
ثوى في قريش بضع عشرة حجة ... يذكر لو يلقى صديقا مواتيا .
ويعرض في أهل المواسم نفسه ... فلم ير من يؤوي ولم ير داعيا .
فلما أتانا واستقرت به النوى ... وأصبح مسرورا بطيبة راضيا .
وأصبح لا يخشى ظلامة ظالم ... بعيد ولا يخشى من الناس باغيا .
بذلنا له الأموال من جل مالنا ... وأنفسنا عند الوغى والتآسيا .
نعادي الذي عادى من الناس كلهم ... جميعا وإن كان الحبيب المواتيا .
ونعلم أن الله لا شيء غيره ... وأن كتاب الله أصبح هاديا .
وروينا هذه الآبيات من طرق عن سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد الأنصاري وهذا أكمل الروايات فيها .
حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي قال حدثنا أبي قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا قاسم بن محمد إملاء قال حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال حدثنا سفيان بن عيينة قال سمعت عمرو بن دينار قال قلت لعروة بن الزبير كم لبث النبي A بمكة قال عشر سنين فقلت إن ابن عباس يقول لبث بمكة بضعة عشرة سنة فقال إنما أخذه من قول الشاعر .
قال سفيان بن عيينة وأخبرنا يحيى بن سعيد قال سمعت عجوزا من الأنصار يقول رأيت ابن عباس يختلف إلى صرمة بن قيس يتعلم منه هذه الأبيات : .
ثوى في قريش بضع عشرة حجة ... يذكر لو يلقى صديقا مواتيا .
فذكر الأبيات كما ذكرتها سواء إلى آخرها قال أبو عمر ومات أبوه عبد الله بن عبد المطلب وأمه حامل به وقيل بل توفي أبوه بالمدينة والنبي A ابن ثمانية وعشرين شهرا وقبره بالمدينة في دار من دور يني عدي بن النجار وكان خرج إلى المدينة يمتار تمرا وقيل بل خرج به إلى أخواله زائرا وهو ابن سبعة أشهر وقيل بل توفي أبوه وهو ابن شهرين فكفله جده عبد المطلب وفي خبر سيف بن ذي يزن مات أبوه وأمه فكفله جده وعمه وقد قيل إن عبد الله ابن عبد المطلب توفي والنبي A ابن ثمانية وعشرين شهرا