قال أبو عمر لما مات معاوية وأفضت الخلافة إلى يزيد وذلك في سنة ستين ووردت بيعته على الوليد بن عقبة بالمدينة ليأخذ البيعة على أهلها أرسل إلى الحسين بن علي وإلى عبد الله بن الزبير ليلا فأتى بهما فقال بايعا فقالا مثلنا لا يبايع سرا ولكننا نبايع على رؤوس الناس إذ أصبحنا فرجعا إلى بيوتهما وخرجا من ليلتهما إلى مكة وذلك ليلة الأحد لليلتين بقيتا من رجب فأقام الحسين بمكة شعبان ورمضان وشوال وذا القعده وخرج يوم التروية يريد الكوفة فكان سبب هلاكه .
قتل يوم الأحد لعشر مضين من المحرم يوم عاشوراء سنة إحدى وستين بموضع من أرض الكوفة يدعى كربلاء قرب الطف وقضى الله D أن قتل عبيد الله بن زياد يوم عاشوراء سنة سبع وستين قتله إبراهيم بن الأشتر في الحرب وبعث برأسه إلى المختار وبعث به المختار إلى ابن الزبير فبعث به ابن الزبير إلى علي بن الحسين .
واختلف في سن الحسين يوم قتله فقتيل قتل وهو ابن سبع وخمسين وقيل قتل وهو ابن ثمان وخمسين .
قال قتادة قتل الحسين وهو ابن أربع وخمسين سنة وستة أشهر وذكر المازني عن الشافعي عن سفيان بن عيينة قال : قال لي جعفر بن محمد توفي علي بن أبي طالب وهو ابن ثمان وخمسين سنة وقتل الحسين بن علي وهو ابن ثمان وخمسين سنة وتوفي علي بن الحسين وهو إبن ثمان وخمسين سنة وتوفي محمد بن علي بن الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة .
قال سفيان وقال لي جعفر بن محمد وأنا بهذه السنة في ثمان وخمسين فتوفي فيها رحمة الله عليهم .
قال مصعب الزبيري حج الحسين بن علي خمسا وعشرين حجة ماشيا وذكر أسد عن حاتم بن إسماعيل عن معاوية بن أبي مزرد عن أبيه قال سمعت أبا هريرة يقول أبصرت عيناي هاتان وسمعت أذناي رسول الله A وهو آخذ بكفي حسين وقدماه على قدم رسول الله A وهو يقول : " ترق عين بقة " . قال فرقى الغلام حتى وضع قدميه على صدر رسول الله A ثم قال له رسول الله A : " افتح فاك " . ثم قبله ثم قال : " اللهم أحبه فإني أحبه " .
قال أبو عمر روى الحسين بن علي عن النبي A قوله : " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " .
هكذا حدث به العمري عن الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه عن النبي A وقد ذكرنا الاختلاف في إسناد هذا الحديث في كتاب التمهيد لحديث رسول الله A في الموطأ والحمد لله .
وروى إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق عن الزهري عن سنان ابن أبي سنان الدؤلي عن الحسين بن علي عن النبي A حديثا في ابن صائد : " اختلفتم وأنا بين أظهركم فأنتم بعدي أشد اختلافا " .
أخبرنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا القاسم حدثنا الخشني حدثنا ابن أبي عمر حدثنا إبن عيينة عن عبد الله بن شريك عن بشر بن غالب قال سمعت ابن الزبير وهو يسأل حسين بن علي يا أبا عبد الله ما تقول في فكاك الأسير على من هو قال على القوم الذين أعانهم وربما قال قاتل معهم قال سفيان يعني يقاتل مع أهل الذمة فيفك من جزيتهم .
قال وسمعته يقول له يا أبا عبد الله متى يجب عطاء الصبي قال إذا استهل وجب عطاؤه ورزقه .
وسأله عن الشرب قائما فدعا بلقحة له فحلبت وشرب قائما وناوله وكان يعلق الشاة المصلية فيطعمنا منها ونحن نمشي معه .
حويطب بن عبد العزى العامري .
حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري كان من مسلمة الفتح وهو أحد المؤلفة قلوبهم أدركه الإسلام وهو إبن ستين سنه أو نحوها وأعطى من غنائم حنين مائة بعير وهو أحد النفر الذين أمرهم عمر بن الخطاب بتجديد أنصاب الحرم وكان ممن دفن عثمان بن عفان وباع من معاوية دارا بالمدينة بأربعين ألف دينار فاستشرف لذلك الناس فقال هم معاوية وما أربعون ألف دينار لرجل له خمسة من .
العيال .
يكنى أبا محمد وقيل يكنى أبا الأصبع .
روى عنه أبو نجيح المكي والسائب بن يزيد .
فقال إبن معين لست أعلم له حديثا ثابتا عن النبي A .
قال أبو عمر قد روى عن عبد الله بن السعدي عن النبي A