ثم شهد الزبير الجمل فقاتل فيه ساعة فناداه علي وانفرد به فذكر الزبير أن النبي A قال له وقد وجدهما يضحكان بعضهما إلى بعض : " أما إنك ستقاتل عليا وأنت له ظالم " . فذكر الزبير ذلك فانصرف عن القتال فاتبعه ابن جرموز عبد الله ويقال عمير ويقال عمرو وقيل عميرة بن جرموز السعدي فقتله بموضع يعرف بوادي السباع وجاء بسيفه إلى علي فقال له علي : بشر قاتل ابن صفية بالنار . وكان الزبير قد انصرف عن القتال نادما مفارقا للجماعة التي خرج فيها منصرفا إلى المدينة فرآه ابن جرموز فقال : أتى يؤرش بين الناس ثم تركهم والله لا أتركه ثم اتبعه فلما لحق بالزبير ورأى الزبير أنه يريده أقبل عليه فقال له ابن جرموز : أذكرك الله . فكف عنه الزبير حتى فعل ذلك مرارا فقال الزبير : قاتله الله يذكرنا الله وينساه ثم غافصه ابن جرموز فقتله . وذلك يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وفي ذلك اليوم كانت وقعة الجمل . ولما أتى قاتل الزبير عليا برأسه يستأذن عليه فلم يأذن له وقال للآذن : بشره بالنار فقال : المتقارب .
أتيت عليا برأس الزبير ... أرجو لديه به الزلفة .
فبشر بالنار إذ جئته ... فبئس البشارة والتحفة .
وسيان عندي قتل الزبير ... وضرطة عير بذي الجحفة .
وفي حديث عمرو بن جاوان عن الأحنف قال : لما بلغ الزبير سفوان موضعا من البصرة كمكان القادسية من الكوفة لقيه البكر رجل من بني مجاشع فقال : أين تذهب يا حواري رسول الله A إلي فأنت في ذمتي لا يوصل إليك فأقبل معه وأتى إنسان الأحنف بن قيس فقال : هذا الزبير قد لقي بسفوان . فقال الأحنف : ما شاء الله كان قد جمع بين المسلمين حتى ضرب بعضهم حواجب بعض بالسيوف ثم يلحق ببنيه وأهله فسمعه عميرة بن جرموز وفضالة بن حابس ونفيع في غواة بني تميم فركبوا في طلبه فلقوه مع النفر فأتاه عمير بن جرموز من خلف وهو على فرس له ضعيفة فطعنه طعنة خفيفة وحمل عليه الزبير وهو على فرس له يقال له ذو الخمار حتى إذا ظن أنه قاتله نادى صاحبيه يا نفيع ! .
يا فضالة ! .
فحملوا عليه وقتلوه وهذا أصح مما تقدم والله أعلم .
وكانت سن الزبير يوم قتل - C - سبعا وستين سنة . وقيل ستا وستين وكان الزبير أسمر ربعة معتدل اللحم خفيف اللحية Bه .
باب زرارة .
زرارة بن أوفى النخعي .
له صحبة مات في زمن عثمان بن عفان Bه .
زرارة بن جزي الكلابي .
زرارة بن جزي . ويقال : جزي الكلابي له صحبة . روى عنه المغيرة بن شعبة . روى عن النبي A أنه كتب إلى الضحاك ابن سفيان أن يورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها . حديثه عن محمد ابن عبد الله الشعيثي عن زفر بن وثيمة عن المغيرة بن شعبة عنه . روى عنه مكحول أيضا .
زرارة بن عمرو النخعي .
والد عمرو بن زرارة قدم على النبي A في وفد النخع فقال : يا رسول الله إني رأيت في طريقي رؤيا هالتني قال : " وما هي " قال : رأيت أتانا خلفتها في أهلي ولدت جديا أسفع أحوى ورأيت نارا خرجت من الأرض فحالت بيني وبين ابن لي يقال له عمرو وهي تقول : لظى لظى بصير وأعمى . فقال النبي A : " خلفت في أهلك أمة مسرة حملا " قال : نعم . قال : " فإنها قد ولدت غلاما وهو ابنك " . قال : فأني له أسفع أحوى . فقال : " ادن مني أبك برص تكتمه " قال : والذي بعثك بالحق ما علمه أحد قبلك . قال : " فهو ذاك " . وأما النار فإنها فتنة تكون بعدي " . قال : وما الفتنة يا رسول الله قال : " يقتل الناس إمامهم ويشتجرون اشتجار أطباق الرأس وخالف بين أصابعه دم المؤمن عند المؤمن أحلى من العسل . يحسب المسيء أنه محسن إن مت أدركت ابنك وإن مات ابنك أدركتك " . قال : فادع الله ألا تدركني فدعا له .
وكان قدوم زرارة بن عمرو النخعي هذا على رسول الله A في النصف من رجب سنة تسع .
زرارة بن قيس بن الحارث .
بن فهر بن قيس بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي قتل يوم اليمامة شهيدا .
زرارة بن قيس النخعي