ذكر أبو بكر بن أبي بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن أبي وائل قال : غزونا مع سلمان بن ربيعة بلنجر فحرج علينا أن نحمل على دواب الغنيمة ورخص لنا في الغربال والحبل والمنخل .
قال : وأخبرنا ابن إدريس أنه سمع أباه وعمه يذكران قالا قال سلمان بن ربيعة : قتلت بسيفي هذا مائة مستلئم كلهم يعبد غير الله ما قتلت رجلا منهم صبرا .
وقتل سلمان بن ربيعة سنة ثمان وعشرين ببلنجر من بلاد أرمينية وكان عمر قد بعثه إليها ولم يقتل إلا في زمن عثمان .
وقيل : بل قتل ببلنجر سنة تسع وعشرين وقيل : سنة ثلاثين . وقيل سنة إحدى وثلاثين . روى عنه عدي بن عدي والضبي بن معبد والبراء بن قيس وأبو وائل شقيق بن سلمة .
سلمان بن صخر .
سلمان بن صخر البياضي هو سلمة بن صخر كان يقال له سلمان وقد ذكرناه في باب سلمة والحمد لله أولا وآخر .
سلمان بن عامر الضبي .
سلمان بن عامر بن أوس بن حجر بن عمرو بن الحارث بن تيم بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر الضبي قال بعض أهل العلم بهذا الشأن : ليس في الصحابة من الرواة ضبي غير سلمان بن عامر هذا . وقال ابن أبي خيثمة : وقد روى عن النبي A من بني ضبة عتاب بن شمير .
سكن سلمان بن عامر البصرة وله بها دار قريب من الجامع . روى عنه محمد بن سيرين والرباب وهي الرباب بنت صليع بن عامر بنت أخي سلمان بن عامر .
سلمان الفارسي .
أبو عبد الله يقال : إنه مولى رسول الله A ويعرف بسلمان الخير كان أصله من فارس من رام هرمز من قرية يقال لها جيء . ويقال : بل كان أصله من أصبهان لخبر قد ذكرته في التمهيد وهناك ذكرت حديث إسلامه بتمامه وكان إذا قيل له : ابن من أنت قال : أنا سليمان ابن الإسلام من بني آدم .
وروى أبو إسحاق السبيعي عن أبي قرة الكندي عن سلمان الفارسي قال : كنت من أبناء أساورة فارس - في حديث طويل ذكره .
وكان سلمان يطلب دين الله تعالى ويتبع من يرجو ذلك عنده فدان بالنصراينة وغيرها وقرأ الكتب وصبر في ذلك على مشقات نالته وذلك كله مذكور في خبر إسلامه .
وذكر سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي أنه تداوله في ذلك بضعة عشر ربا من رب إلى رب حتى أفضى إلى النبي A ومن الله عليه بالإسلام .
وقد روي من وجوه أن رسول الله A اشتراه على العتق .
وروى زيد بن الحباب . قال : حدثني حسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه أن سلمان الفارسي أتى إلى رسول الله A بصدقة فقال : هذه صدقة عليك وعلى أصحابك . فقال : " يا سلمان ؛ إنا - أهل البيت - لا تحل لنا الصدقة " . فرفعها ثم جاء من الغد بمثلها فقال : هذه هدية . فقال A لأصحابه : " كلوا " فاشتراه رسول الله A من قوم من اليهود بكذا وكذا درهما وعلى أن يغرس لهم كذا وكذا من النخل يعمل فيها سلمان حتى تدرك فغرس رسول الله A النخل كله إلا نخلة واحدة غرسها عمر فأطعم النخل كله إلا تلك النخلة فقال رسول الله A : من غرسها فقالوا : عمر فقلعها رسول الله A وغرسها فأطعمت من عامها .
وذكر معمر عن رجل من أصحابه قال : دخل قوم على سلمان وهو أمير على المدائن وهو يعمل هذا الخوص فقيل له : لم تعمل هذا وأنت أمير يجري عليك رزق فقال : إني أحب أن آكل من عمل يدي .
وذكر أنه تعلم عمل الخوص بالمدينة من الأنصار عند بعض مواليه .
أول مشاهده الخندق وهو الذي أشار بحفره فقال : أبو سفيان وأصحابه إذ رأوه : هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها . وقد قيل : إنه شهد بدرا وأحدا إلا أنه كان عبدا يومئذ والأكثر أن أول مشاهده الخندق ولم يفته بعد ذلك مشهد مع رسول الله A وكان خيرا فاضلا حبرا عالما زاهدا متقشفا .
ذكر هشام بن حسان عن الحسن قال : كان عطاء سلمان خمسة آلاف وكان إذا خرج عطاؤه تصدق به ويأكل من عمل يده وكانت له عباءة يفترش بعضها ويلبس بعضها