قال عبد الله بن سلام : خرجت في جماعة من أهل المدينة لننظر إلى رسول الله A في حين دخوله المدينة فنظرت إليه وتأملت وجهه فعلمت أنه ليس بوجه كذاب وكان أول شيء سمعته منه : " أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام " . وشهد رسول الله A لعبد الله بن سلام بالجنة . وروى أبو إدريس الخولاني عن زيد بن عميرة أنه سمع معاذ بن جبل يقول : سمعت رسول الله A يقول لعبد الله بن سلام : " إنه عاشر عشرة في الجنة " .
وقد ذكرنا هذا الخبر بإسناده في باب أبي الدرداء وهو حديث حسن الإسناد صحيح .
وروى ابن وهب وأبو مسهر وجماعة عن مالك بن أنس عن أبي النضر عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : ما سمعت رسول الله A يقول لأحد يمشي على وجه الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام . وهذا أيضا حديث ثابت صحيح لا مقال فيه لأحد . وقال بعض المفسرين في قول الله D : " وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم " الأحقاف 10 . هو عبد الله بن سلام . وقد قيل في قول الله D : " ومن عنده علم الكتاب " الرعد 45 . إنه عبد الله بن سلام . وأنكر ذلك عكرمة والحسن وقالا : كيف يكون ذلك والسورة مكية وإسلام عبد الله بن سلام كان بعد قال أبو عمر C : وكذلك سورة الأحقاف مكية فالقولان جميعا لا وجه لهما عند الاعتبار إلا أن يكون في معنى قوله : " فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك " يونس 94 . وقد تكون السورة مكية وفيها آيات مدنية كالأنعام وغيرها . وقال أيوب عن محمد بن سيرين قال : نبئت أن عبد الله بن سلام قال : سيكون بينكم وبين قريش قتال فإن أدركني القتال وليس في قوة فاحملوني على سرير حتى تضعوني بين الصفين .
عبد الله بن سلامة .
بن عمير الأسلمي هو عبد الله بن أبي حدرد . كان من وجوه اصحاب النبي A وكان ممن يؤمر على السرايا وقد تقدم ذكره . وأنكر أبو أحمد الحاكم الحافظ أن يكون له صحبة وسماع عن النبي A وقال : الصحبة والرواية لأبيه فغلط ووهم والله أعلم . وقال المدايني : عبد الله بن أبي حدرد يكنى أبا محمد وتوفى سنة إحدى وسبعين وهو ابن إحدى وثمانين .
عبد الله بن سلمة العجلاني .
البلوي ثم الأنصاري حليف لبني عمرو بن عوف وهو عبد الله بن سلمة بن مالك بن الحارث بن عدي بن الجد بن العجلان بن ضبعة من بلي شهد بدرا وقتل يوم أحد شهيدا قتله عبد الله بن الزبعري فيما ذكر ابن إسحاق وغيره .
وقال فيه إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق عبد الله ابن سلمة بكسر اللام ولذلك ذكره الدارقطني في المؤتلف والمختلف من الأسماء .
قال أبو عمر : قتل يوم أحد شهيدا وحمل هو والمجذر بن زياد على ناضح واحد في عباءة واحدة فعجب الناس لهما فنظر إليهما رسول الله A فقال : " ساوى بينهما عملهما " . وقال موسى بن عقبة : عبد الله بن سلمة بن مالك بن الحارث بن زيد من بني العجلان الأنصاري شهد بدرا ولم يقل : إنه من بلي حليف لهم قصر على ذلك وبنو العجلان البلويون كلهم حلفاء بني عمرو بن عوف .
عبد الله بن أبي سليط .
كان أبوه بدريا وفي صحبة عبد الله نظر وهو مدني روى في النهي عن لحوم الحمر الأهلية .
عبد الله بن سندر .
أبو الأسود روى عنه ربيعة بن لقيط وأبو الخير اليزني حديثه عند يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عنه في القبائل قال : سمعت رسول الله A يقول : " غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله " . وله حديث آخر أن أباه كان عبدا لزنباع الجذامي فخصاه وجدعه فأتى النبي عليه السلام وأخبره فأغلظ لزنباع القول .
عبد الله بن سهل الأنصاري .
ذكره ابن إسحاق وابن عقبة فيمن شهد بدرا من الأنصار ثم من بني عبد الأشهل وحلفائهم . قال ابن هشام : عبد الله بن سهل هذا هو أخو زعوراء بن عبد الأشهل . قال : ويقال إنه من غسان حليف لبني عبد الأشهل . وقال ابن إسحاق : قتل ابن سهل هذا يوم الخندق شهيدا ونسبه بعضهم فقال : عبد الله بن سهل بن زيد بن عامر بن عمرو بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس