وأخبرنا أحمد بن محمد حدثنا أحمد بن الفضل حدثنا محمد بن جرير حدثنا سفيان بن وكيع قال : حدثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث أن أبا النضر حدثه عن زياد عن ابن عباس أن النبي A دخل على عثمان بن مظعون حين مات فانكب عليه فرفع رأسه فكأنهم رأوا أثر البكاء في عينه ثم حنى عليه الثانية ثم رفع رأسه فرأوه يبكي ثم حنى عليه الثالثة ثم رفع رأسه وله شهيق فعرفوا أنه يبكي فبكى القوم فقال النبي A : " مه إنما هذا من الشيطان " ثم قال : " استغفروا الله اذهب عليك أبا السائب فقد خرجت منها ولم تلبس منها بشيء " .
وذكر محمد بن إسحاق السراج قال : حدثنا محمد بن عبد الرحيم بن يحيى البزار قال : حدثنا يزيد بن هارون قال : حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن يزيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال : لما مات عثمان بن مظعون قالت امرأته : هنيئا لك الجنة عثمان بن مظعون . فنظر إليه رسول الله A نظر غضب وقال : " ما يدريك " قالت : يا رسول الله حارسك وصاحبك . فقال رسول الله A : " إني رسول الله وما أدري ما يفعل بي " . فأشفق الناس على عثمان فلما ماتت زينب بنت النبي A قال رسول الله A : " الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون " فبكى النساء فجعل عمر Bه يسكتهن فقال رسول الله A : " مهلا يا عمر ثم قال : " إياكن ونعيق الشيطان فما كان من العين فمن الله تعالى ومن الرحمة وما كان من اليد واللسان فمن الشيطان " .
اختلف الروايات في المرأة قال لها رسول الله A : " وما يدريك حين شهدت لعثمان بن مظعون بالجنة " وقالت له : طبت هنيئا لك الجنة أبا السائب على ثلاث نسوة فقيل : كانت امرأته أم السائب وقيل أم العلا الأنصارية وكان نزل عليها وقيل : كانت أم خارجة بن زيد . ورثته امرأته فقالت : .
يا عين جودي بدمع غير ممنون ... على رزية عثمان بن مظعون .
على امرىء كان في رضوان خالقه ... طوبى له من فقيد الشخص مدفون .
طاب البقيع له سكنى وغرقده ... وأشرقت أرضه من بعد تفتين .
وأورث القلب حزنا لا انقطاع له ... حتى الممات وما ترقى له شوني .
عثمان بن معاذ .
التيمي القرشي أو معاذ بن عثمان كذا روى حديثه ابن عيينة عن حميد بن قيس عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن رجل من قومه من بني تيم يقال له معاذ بن عثمان أو عثمان بن معاذ أه سمع رسول الله A يقول : " ارموا الجمار بمثل حصى الخذف " .
باب عدي .
عدي بن حاتم بن عبد الله .
الطائي مهاجري يكنى أبا طريف وينسبونه عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرىء القيس بن عدي بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طي بن أدد بن زيد بن كهلان إلا أنهم يختلفون في بعض الأسماء إلى طي . قدم عدي على النبي A في شعبان من سنة سبع .
قال الواقدي : قدم عدي بن حاتم على النبي A في شعبان سنة عشر وخبره في قدومه على النبي A خبر عجيب في حديث حسن صحيح من رواية قتادة عن ابن سيرين ثم قدم على أبي بكر الصديق بصدقات قومه في حين الردة ومنع قومه في طائفة معهم من الردة بثبوته على الإسلام وحسن رأيه وكان سيدا شريفا في قومه خطيبا حاضر الجواب . فاضلا كريما . روى عن عدي بن حاتم Bه أنه قال : ما دخل وقت صلاة قط إلا وأنا أشتاق إليها .
وأخبرنا خلف بن قاسم حدثنا محمد بن عبد الله بن زكريا النيسابوري حدثنا أبو العلاء محمد بن أحمد بن جعفر الكوفي حدثنا عبيد بن جناد الحلبي حدثنا عطاء بن مسلم عن الأعمش عن خيثمة بن عبد الرحمن عن عدي بن حاتم قال : ما دخلت على النبي A قط إلا وسع لي أو تحرك لي وقد دخلت عليه يوما في بيته وقد امتلأ من أصحابه فوسع لي حتى جلست إلى جنبه