من حديثه عن النبي A أنه قال : " يجزى مد للوضوء وصاع للغسل " رواه يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن أبيه عن جده ومن حديثه أيضا : كنا نؤمر بأن نقول : بارك الله لكم وبارك عليكم ولا نقول بالرفاء والبنين رواه عنه الحسن بن أبي الحسن . وقال العدوي : كان عقيل قد أخرج إلى بدر مكرها ففداه عمه العباس Bه ثم أتى مسلما قبل الحديبية وشهد غزوة مؤتة وكان أكبر من أخيه جعفر Bه بعشر سنين وكان جعفر أسن من علي Bه بعشر سنين وكان عقيل أنسب قريش وأعلمهم بأيامها وقال : ولكنه كان مبغضا إليهم لأنه كان يعد مساويهم . قال : وكانت له طنفسة تطرح له في مسجد رسول الله A ويصلي عليها ويجتمع إليه في علم النسب وأيام العرب وكان أسرع الناس جوابا واحضرهم مراجعة في القول وأبلغهم في ذلك .
قال : وحدثني ابن الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس قال : كان في قريش أربعة يتحاكم إليهم ويوقف عند قولهم يعني في علم النسب : عقيل بن أبي طالب ومخرمة بن نوفل الزهري وأبو جهم بن حذيفة العدوي وحويطب بن عبد العزى العامري . زاد غيره : كان عثيل أكثرهم ذكرا لمثالب قريش فعادوه لذلك وقالوا فيه بالباطل ونسبوه إلى الحمق واختلقوا عليه أحاديث مزورة وكان مما أعانهم على ذلك مغاضبته لأخيه علي وخروجه إلى معاوية وإقامته معه . ويزعمون أن معاوية قال يوما بحضرته : هذا لولا علمه بأني خير له من أخيه لما أقام عندنا وتركه . فقال عقيل : أخي خير لي في ديني وأنت خير لي في دنياي وقد آثرت دنياي وأسأل الله تعالى خاتمة الخير .
عقيل بن مقرن المزني .
يكنى أبا حكيم أخو النعمان بن مقرن وسويد ومعقل وكانوا سبعة من بني مقرن كلهم قدم على النبي A وصحبه وقد ذكرنا الخبر في ذلك في باب النعمان بن مقرن . قال الواقدي : وممن نزل الكوفة من الصحابة : عقيل بن مقرن أبو حكيم . وقال البخاري : عقيل بن مقرن أبو حكيم المزني . وكذلك قال أحمد بن سعيد الدارمي .
باب عكاشة .
عكاشة بن ثور بن أصغر .
القرشي كان عاملا لرسول الله A على السكاسك والسكون وبني معاوية من كندة ذكره سيف في كتابه ولا أعرفه بغير هذا .
عكاشة بن محصن بن حرثان .
بن قيس بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي حليف لبني أمية يكنى أبا محصن كان من فضلاء الصحابة شهد بدرا وأبلى فيها بلاء حسنا وانكسر سيفه فأعطاه رسول الله A عرجونا أو عودا فصار بيده سيفا يومئذ وشهد أحدا والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله A وتوفي في خلافة أبي بكر الصديق Bه يوم بزاخة قتله خويلد الأسدي يوم قتل ثابت بن أقرم في الردة هكذا قال جمهور أهل السير في أخبار أهل الردة إلا سليمان التيمي فإنه ذكر أن عكاشة قتل في سرية بعثها رسول الله A إلى بني خزيمة فقتله طليحة وقتل ثابت بن أقرم ولم يتابع سليمان التيمي على هذا القول وقصة عكاشة مشهورة في الردة .
وكان عكاشة يوم توفي النبي A ابن أربع وأربعين سنة وقتل بعد ذلك بسنة . وقال ابن سعد : سمعت بعضهم يشدد الكاف في عكاشة وبعضهم يخففها وكان من أجمل الرجال . روى عنه من الصحابة أبو هريرة وابن عباس . روي عن النبي A من وجوه أنه قال : " يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم " . فقال عكاشة بن محصن : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال له : " أنت منهم " ودعا له . فقام رجل آخر فقال : يا رسول الله ادع الله لي أن يجعلني منهم قال : " سبقك بها عكاشة "