بن عمارة لم يرو عنه غير ابنه مدرك . حديثه في الخلوق أنه لم يبايعه حتى غسل يديه منه . يعد في أهل البصرة .
باب عمر .
عمر بن الخطاب .
أمير المؤمنين Bه ابن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي العدوي أبو حفص . أمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم .
وقالت طائفة في أم عمر : حنتمة بنت هشام بن المغيرة . ومن قال ذلك فقد أخطأ ولو كانت كذلك لكانت أخت أبي جهل بن هشام والحارث بن هشام بن المغيرة وليس كذلك وإنما هي ابنة عمهما فإن هاشم بن المغيرة وهشام بن المغيرة أخوان فهاشم والد حنتمة أم عمر وهشام والد الحارث وأبي جهل وهاشم بن المغيرة هذا جد عمر لأمه كان يقال له ذو الرمحين .
ولد عمر Bه بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة . وروى أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده قال : سمعت عمر يقول : ولدت بعد الفجار الأعظم بأربع سنين .
قال الزبير : وكان عمر بن الخطاب Bه من أشراف قريش وإليه كانت السفارة في الجاهلية وذلك أن قريشا كانت إذا وقعت بينهم حرب وبين غيرهم بعثوا سفيرا . وإن نافرهم منافر أو فاخرهم مفاخر رضوا به بعثوه منافرا ومفاخرا .
قال أبو عمر C : ثم أسلم بعد رجال سبقوه . وروى ابن معين عن أبي إدريس عن حصين عن هلال بن يساف . قال : أسلم عمر بن الخطاب Bه بعد أربعين رجلا وإحدى عشرة امرأة .
قال أبو عمر : فكان إسلامه عزا ظهر به الإسلام بدعوة النبي A وهاجر فهو من المهاجرين الأولين وشهد بدرا وبيعة الرضوان وكل مشهد شهده رسول الله A وتوفي رسول الله A وهو عنه راض وولي الخلافة بعد أبي بكر بويع له بها يوم مات أبو بكر Bه باستخلاف له سنة ثلاث عشرة فسار بأحسن سيرة وأنزل نفسه من مال الله بمنزلة رجل من الناس . وفتح الله له الفتوح بالشام والعراق ومصر وهو دون الدواوين في العطاء ورتب الناس فيه على سوابقهم كان لا يخاف في الله لومة لائم وهو الذي نور شهر الصوم بصلاة الإشفاع فيه وأرخ التاريخ من الهجرة الذي بأيدي الناس إلى اليوم وهو أول من سمى بأمير المؤمنين لقصة نذكرها هنا إن شاء الله تعالى .
وهو أول من اتخذ الدرة وكان نقش خاتمه " كفى بالموت واعظا يا عمر " وكان آدم شديد الأدمة طوالا كث اللحية أصلع أعسر يسر يخضب بالحناء والكتم وقال أنس : كان أبو بكر يخضب بالحناء والكتم وكان عمر يخضب بالحناء بحتا . قال أبو عمر : الأكثر أنهما كانا يخضبان .
وقد روي عن مجاهد إن صح أن عمر بن الخطاب كان لا يغير شيبته . هكذا ذكره زر بن حبيش وغيره بأنه كان آدم شديد الأدمة وهو الأكثر عند أهل العلم بأيام الناس وسيرهم وأخبارهم ووصفه أبو رجاء العطاردي وكان مغفلا فقال : كان عمر بن الخطاب طويلا جسيما أصلع شديد الصلع أبيض شديد حمرة العينين في عارضه خفة سبلته كثيرة الشعر في أطرافها صهبة .
قد ذكر الواقدي من حديث عاصم بن عبيد الله عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال : إنما جاءتنا الأدمة من قبل أخوالي بني مظعون وكان أبيض لا يتزوج لشهوة إلا لطلب الولد وعاصم بن عبيد الله لا يحتج بحديثه ولا بحديث الواقدي .
وزعم الواقدي أن سمرة عمر وأدمته إنما جاءت من أكله الزيت عام الرمادة . وهذا منكر من القول . وأصح ما في هذا الباب والله أعلم حديث سفيان الثوري عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال : رأيت عمر شديد الأدمة .
قال أنس : كان أبو بكر يخضب بالحناء والكتم وكان عمر يخضب بالحناء بحتا . قال أبو عمر : إنهما كانا يخضبان . وقد روي عن مجاهد إن صح أن عمر بن الخطاب Bه كان لا يغير شيبه . قال شعبة عن سماك عن هلال بن عبد الله : رأيت عمر بن الخطاب Bه رجلا آدم ضخما كأنه من رجال سدوس في رجليه روح