وقال الواقدي : كان عمير بن أبي وقاص قد استصغره رسول الله A يوم بدر وأراد أن يرده فبكى ثم أجازه بعد فقتل يومئذ وهو ابن ست عشرة سنة .
عمير بن وهب بن خلف .
بن وهب بن حذافة بن جمح يكنى أبا أمية كان له قدر وشرف في قريش وشهد بدرا كافرا وهو القائل لقريش يومئذ في الأنصار : إني أرى وجوها كوجوه الحيات لا يموتون ظمأ أو يقتلون منا أعدادهم فلا تتعرضوا لهم بهذه الوجوه التي كأنها المصابيح فقالوا له : دع هذا عنك وحرش بين القوم فكان أول من رمى بنفسه عن فرسه بين أصحاب رسول الله A وأنشب الحرب . وكان من أبطال قريش وشيطانا من شياطينها .
وهو الذي مشى حول عسكر النبي A من نواحيه ليحزر عددهم يوم بدر وأسر ابنه وهب بن عمير يومئذ ثم قدم عمير المدينة يريد الفتك برسول الله A فأخبره رسول الله A بما جرى بينه وبين صفوان بن أمية في قصده إلى النبي A بالمدينة حين انصرافه من بدر ليفتك بالنبي A وضمن له صفوان على ذلك أن يؤدي عنه دينه وأن يخلفه في أهله وعياله ولا ينقصهم شيئا ما بقوا .
فلما قدم المدينة وجد عمر على الباب فلببه ودخل به على النبي A وقال : يا رسول الله هذا عمير بن وهب شيطان من شياطين قريش ما جاء إلا ليفتك بك . فقال : " أرسله يا عمر " . فأرسله فضمه النبي A إليه وكلمه وأخبره بما جرى بينه وبين صفوان فأسلم وشهد شهادة الحق ثم انصرف إلى مكة ولم يأت صفوان وشهد فتح مكة وقيل : إن عمير بن وهب أسلم بعد وقعة بدر وشهد أحدا مع النبي A وعاش إلى صدر من خلافة عثمان Bه وهو والد وهب بن عمير وإسلامه كان قبله بيسير وهو أحد الأربعة الذين أمد بهم عمر بن الخطاب Bه عمرو بن العاص بمصر وهم : الزبير بن العوام وعمير بن وهب الجمحي وخارجة بن حذافة وبسر بن أرطاة . وقيل : المقداد موضع بسر .
وقد قيل : إن رسول الله A بسط أيضا لعمير بن وهب رداءه وقال : " الخال والد " . ولا يصح إسناده وبسط الرداء لوهب بن عمير أكثر وأشهر .
وذكر الواقدي قال : حدثني محمد بن أبي حميد عن عبد الله بن عمرو بن أمية عن أبيه قال : لما قدم عمير بن وهب مكة بعد أن أسلم نزل بأهله لم يقف بصفوان بن أمية فأظهر الإسلام ودعا إليه فبلغ ذلك صفوان فقال : قد عرفت حين لم يبدأ بي قبل منزله أنه قد ارتكس وصبأ فلا أكلمه أبدا ولا أنفعه ولا عياله بنافعة فوقف عليه عمير وهو في الحجر وناداه فأعرض عنه فقال له عمير : أنت سيد من سادتنا أرأيت الذي كنا عليه من عبادة حجر والذبح له أهذا دين أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فلم يجبه صفوان بكلمة .
عمير الخطمي القاري .
من بني خطمة من الأنصار روى عنه زيد بن إسحاق وكان عمير هذا أعمى كانت له أخت تشتم النبي A فقتلها فقال رسول الله A : " أبعدها الله " .
باب عوف .
عوف بن أثاثة .
بن عباد بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصي . يكنى أبا عباد وقيل : يكنى أباعبد الله . قاله محمد بن عمر الواقدي . وهو المعروف بمسطح شهد بدرا وتوفي سنة أربع وثلاثين وهو ابن ست وخمسين سنة .
وقد قيل : إنه شهد صفين مع علي Bه وهو الأكثر فذكرناه في باب الميم لأنه غلب عليه مسطح واسمه عوف لا اختلاف في ذلك .
وأمه فيما قال ابن شهاب في حديث الإفك أم مسطح بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف واسمها سلمى بنت صخر بن عامر وأمها ريطة بنت صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق Bه . وقال : في آخر الحديث عن عائشة Bها لما أنزل الله تعالى براءتي قال أبو بكر وكان ينفق على مسطح لقرابته ولفقره : والله لا أنفق على مسطح بعد الذي قاله لعائشة فأنزل الله D : " ولا يأتل أولو الفضل منكم . " النور 22 . الآية . فقال أبو بكر : والله إني لأحب أن يغفر الله لي . فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال : والله لا أنزعها منه أبدا .
وذكر الأموي عن أبيه عن ابن إسحاق قال : قال أبو بكر Bه لمسطح :