قتادة بن النعمان .
بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب وكعب هو ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الظفري الأنصاري . يكنى أبا عمرو . وقيل أبو عمر . وقيل أبو عبد الله عقبي شهد بدرا والمشاهد كلها وأصيبت عينه يوم بدر . وقيل يوم الخندق وقيل يوم أحد فسالت حدقته فأرادوا قطعها ثم أتوا النبي A فدفع حدقته بيده حتى وضعها موضعها ثم غمزها براحته وقال : " اللهم اكسها جمالا " فجاءت وإنها لأحسن عينيه وما مرضت بعده .
قال أبو عمر : الأصح والله أعلم أن عين قتادة أصيبت يوم أحد . روى عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن جابر بن عبد الله قال : أصيبت عين قتادة ابن النعمان يوم أحد وكان قريب عهد بعرس فأتي النبي A فأخذها بيده فردها . فكانت أحسن عينيه وأحدهما نظرا . وقال عمر بن عبد العزيز : كنا نتحدث أنها تعلقت بعرق فردها رسول الله A . وقال : " اللهم اكسها جمالا " .
وذكر الأصمعي عن أبي معشر المدني قال : وفد أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم بديوان أهل المدينة إلى عمر بن عبد العزيز رجل من ولد قتادة بن النعمان فلما قدم عليه قال له ممن الرجل فقال : .
أنا ابن الذي سالت على الخد عينه ... فردت بكف المصطفى أحسن الرد .
فعادت كما كانت لأول أمرها ... فيا حسن ما عين ويا حسن ما رد .
فقال عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليه : .
تلك المكارم لا قعبان من لبن ... شيبا بماء فعادت بعد أبوالا .
وقال عبد الله بن محمد بن عمارة : إن قتادة بن النعمان رميت عينه يوم أحد فسالت حدقته على وجهه فأتى رسول الله A فقال : يا رسول الله إن عندي امرأة أحبها وإن هي رأت عيني خشيت أن تقذرني فردها رسول الله A فاستوت وكانت أقوى عينيه وأصحهما .
وكانت معه يوم الفتح راية بني ظفر وكان Bه من فضلاء الأنصار وكانت وفاته في سنة ثلاث وعشرين . وقيل سنة أربع وعشرين وهو ابن خمس وستين سنة وصلى عليه عمر بن الخطاب Bه ونزل في قبره أبو سعيد الخدري وهو أخوه لأمه Bهما .
ومن حديث أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله A خرج ذات ليلة لصلاة العشاء وهاجت الظلمة من السماء وبرقت برقة فرأى رسول الله A قتادة بن النعمان فقال : " قتادة " قال : نعم يا رسول الله علمت أن شاهد الصلاة الليلة قليل فأحببت أن أشهدها . فقال له : " إذا انصرفت فأتني " . فلما انصرف أعطاه عرجونا وقال له : " خذها فسيضيء أمامك عشرا وخلفك عشرا " .
وقتادة هذا هو جد عاصم بن عمر بن قتادة المحدث النسابة روى عن قتادة بن النعمان أخوه لأمه أبو سعيد الخدري حديث " قل هو الله أحد " " تعدل ثلث القرآن " . وقتادة بن النعمان هذا هو الذي كان يقرؤها وكان يتقالها وعليه مخرج ذلك الحديث وله في قصة نزول : " ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم " النساء 106 . في بني أبيرق من الأنصار فضيلة كبيرة . وحديثه بذلك مشهور في السير وفي كتب تفسير القرآن .
باب قدامة .
قدامة بن مظعون .
بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي يكنى أبا عمرو . وقيل أبا عمر . والأول أشهر وأكثر . أمه امرأة من بني جمح وهو خال عبد الله وحفصة ابني عمر بن الخطاب . وكانت تحته صفية بنت الخطاب أخت عمر بن الخطاب . هاجر إلى أرض الحبشة مع أخويه : عثمان بن مظعون وعبد الله بن مظعون ثم شهد بدرا وسائر المشاهد واستعمله عمر بن الخطاب Bه على البحرين ثم عزله وولى عثمان بن أبي العاص