كان ينزل المدينة ويسكن في بني سليم . له عن النبي A حديث واحد حسن في الكهانة والطيرة والخط وفي تشميت العاطس في الصلاة جاهلا وفي عتق الجارية أحسن الناس سياقا له يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة ومنهم من يقطعه فيجعله أحاديث وأصله حديث واحد . ومعاوية بن الحكم هذا معدود في أهل المدينة . روى عنه عطاء بن يسار . وروى كثير بن معاوية بن الحكم عن أبيه قال : كنا مع النبي A فأنزى علي بن الحكم أخي فرسه خندقا فقصرت الفرس فدق جدار الخندق ساقه فأتينا به النبي A فمسح ساقه فما نزل حتى برأ فقال معاوية بن الحكم في قصيدة له : .
فأنزاها علي فهو يهوي ... هوي الدلو مشرعة بحبل .
فعصب رجله فسما عليها ... سمو الصقر صادف يوم ظل .
فقال محمد صلى عليه ... مليك الناس قولا غير فعل .
لعا لك فاستمر بها سويا ... وكانت بعد ذاك أصح رجل .
معاوية بن حيدة .
بن معاوية بن حيدة بن قشير بن كعب القشيري معدود في أهل البصرة غزا خراسان ومات بها ومن ولده بهز بن حكيم الذي كان بالبصرة وهو بهز بن حكيم بن معاوية ابن حيدة . روى عن معاوية ابن حيدة ابنه حكيم بن معاوية وحميد المزني والد عبد الله بن حميد المزني وروى عن بهز بن حكيم هذا جماعة من الأئمة أكبرهم الزهري فيما يقال إن صح إنه روى عنه والطبقة التي تروي عن بهز بن حكيم حماد بن زيد والثوري وحماد بن سلمة وعبد الوارث بن سعيد . وقد روى عنه أصغر من هؤلاء مثل يزيد بن هارون وبشر بن المفضل . ويستحيل عندي أن يروي عنه الزهري . وأما أبوه حكيم بن معاوية بن حيدة فقد روى عنه قوم من الجلة منهم عمرو بن دينار وغير بعيد أن يروي الزهري عن حكيم هذا فأما عن ابنه بهز فما أظنه . وحكيم بن معاوية روايته كلها عن أبيه معاوية بن حيدة . وسئل يحيى بن معين عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده فقال : إسناد صحيح إذا كان دون بهز ثقة .
معاوية بن أبي سفيان .
واسم أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وأمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف يكنى أبا عبد الرحمن كان هو وأبوه وأخوه من مسلمة الفتح . وقد روى عن معاوية أنه قال : أسلمت يوم القضية ولقيت النبي A مسلما .
قال أبو عمر : معاوية وأبوه من المؤلفة قلوبهم ذكره في ذلك بعضهم وهو أحد الذين كتبوا لرسول الله A وولاه عمر على الشام عند موت أخيه يزيد . وقال صالح بن الوجيه : في سنة تسع عشرة كتب عمر إلى يزيد بن أبي سفيان يأمره بغزو قيسارية فغزاها وبها بطارقة الروم فحاصرها أياما وكان بها معاوية أخوه فخلفه عليها وصار يزيد إلى دمشق فأقام معاوية على قيسارية حتى فتحها في شوال سنة تسع عشرة .
وتوفي يزيد في ذي الحجة من ذلك العام في دمشق واستخلف أخاه معاوية على عمله فكتب إليه عمر بعهده على ما كان يزيد يلي من عمل الشام ورزقه ألف دينار في كل شهر هكذا قال صالح بن الوجيه وخالفه الوليد بن مسلم .
حدثنا خلف بن القاسم حدثنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة حدثنا دحيم حدثنا الوليد بن مسلم أن فتح بيت المقدس كان سنة ست عشرة صلحا وأن عمر شهد فتحها في حين دخوله الشام . قال وفي سنة تسع عشرة كان فتح جلولاء وأميرها سعد بن أبي وقاص ثم كانت قيسارية في ذلك العام وأميرها معاوية بن أبي سفيان وذكر الدولابي عن الوليد بن حماد عن الحسن بن زياد عن أبي إسماعيل محمد بن عبد الله البصري قال : جزع عمر على يزيد جزعا شديدا وكتب إلى معاوية بولايته الشام فأقام أربع سنين ومات فأقره عثمان عليها اثنتي عشرة سنة إلى أن مات ثم كانت الفتنة فحارب معاوية عليا خمس سنين .
قال أبو عمر : صوابه أربع سنين وقال غيره : ورد البريد بموت يزيد على عمر وأبو سفيان عنده فلما قرأ الكتاب بموت يزيد قال لأبي سفيان : أحسن الله عزاك في يزيد ورحمه ثم قال له أبو سفيان : من وليت مكانه يا أمير المؤمنين قال : أخاه معاوية قال : وصلتك رحم يا أمير المؤمنين