وتوفي آخر خلافة عثمان . وقيل : بل توفي سنة أربعين في آخر خلافة علي وهو قليل الحديث وروى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن عن النبي A : " ويل للأعقاب من النار " . وروى عنه حديث آخر مرفوع في مسح الحصى . وروى عنه ابن ابنه إياس بن الحارث بن معيقيب حدثنا خلف بن القاسم حدثنا بكر بن عبد الرحمن حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح حدثنا أبي حدثنا ابن لهيعة عن عبيد الله بن المغيرة عن أبي راشد مولى معيقيب قال : قلت لمعيقيب مالي لا أسمعك تحدث عن النبي A كما يحدث عن النبي A غيرك فقال : أما والله إني لمن أقدمهم صحبة لرسول الله A لكن كثرة الصمت خير من كثرة الكلمة .
مغفل بن عبد غنم .
ويقال : ابن عبد نهم بن عفيف بن أسحم . وكان ابن الكلبي يقول في أسحم سحيم بن ربيعة بن عدي المزني ومزينة هم ولد عثمان ابن عمرو بن أد بن طابخة نسبوا إلى أمهم مزينة بنت كلب بن وبرة . وهو والد عبد الله بن مغفل مات بطريق مكة قبل أن يدخلها وذلك سنة ثمان من الهجرة عام الفتح وقبل الفتح بقليل . ذكر ذلك الطبري ومغفل هذا هو أخو عبد الله ذي البجادين المزني .
المقداد بن الأسود .
نسب إلى الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة الزهري لأنه كان تبناه وحالفه في الجاهلية فقيل المقداد ابن الأسود وهو المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ثمامة ابن مطرود بن عمرو بن سعد البهرواي من بهراء بن عمرو بن الحاف ابن قضاعة وقيل : بل هو كندي من كندة .
نسبه الدارقطني إلى سعد وزاد ابن دهير بن لؤي بن ثعلبة بن مالك بن الشريد ابن أبي أهون بن فائش بن دريم بن القين بن أهود بن بهراء عن أبي سعد اليشكري عن ابن حبيب عن هشام بن الكلبي وقال ابن إسحاق : سعد بن زهير بالزاي بن ثور بن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن هزل بن فائش بن دريم بن القين بن أهود بن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة . وقال ابن هشام : ويقال هزل بن فائش بن در ودهير بن ثور آخرها .
وقال أحمد بن صالح المصري : المقداد حضرمي وحالف أبوه كندة فنسب إليها . وحالف هو بني زهرة فقيل الزهري لمخالفته الأسود بن عبد يغوث الزهري وتبناه الأسود فقيل : المقداد بن الأسود بالتبني وأبوه الذي ولده عمرو بن ثعلبة فهو المقداد بن عمرو .
قال أبو عمر : قد قيل إنه كان عبدا حبشيا للأسود بن عبد يغوث فتبناه قبل إسلامه واستلحقه والأول أصح وأكثر ولا يصح قول من قال فيه : إنه كان عبدا والصحيح أنه بهرواي من بهراء يكنى أبا معبد وقيل أبا الأسود كان قديم الإسلام ولم يقدر على الهجرة ظاهرا فأتى مع المشركين من قريش هو وعتبة بن غزوان ليتوصلا بالمسلمين فانحازا إليهم وذلك في السرية التي بعث فيها رسول الله A عبيدة بن الحارث إلى ثنية المرة فلقوا جمعا من قريش عليهم عكرمة بن أبي جهل فلم يكن بينهم قتال غير أن سعد بن أبي وقاص رمى يومئذ بسهم فكان أول سهم رمي به في سبيل الله وهرب عتبة بن غزوان والمقداد بن الأسود يومئذ إلى المسلمين وشهد المقداد في ذلك العام بدرا ثم شهد المشاهد كلها .
قال ابن أبي شيبة : حدثنا يحيى بن بكير حدثنا زائدة عن عاصم عن زر عن ابن مسعود قال : أول من أظهر الإسلام سبعة فذكر منهم المقداد .
وكان من الفضلاء النجباء الكبار الخيار من أصحاب النبي A وروى فطر بن خليفة عن كثير بن إسماعيل عن عبد الله بن مليل عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله A : " إنه لم يكن نبي إلا أعطي سبعة نجباء ووزراء ورفقاء وإني أعطيت أربعة عشر حمزة وجعفر وأبو بكر وعمر وعلي والحسن والحسين وعبد الله بن مسعود وسلمان وعمار وحذيفة وأبو ذر والمقداد وبلال " .
وشهد المقداد فتح مصر ومات في أرضه بالجرف فحمل الى المدينة ودفن بها وصلى عليه عثمان بن عفان سنة ثلاث وثلاثين . وروى عنه من كبار التابعين طارق بن شهاب وعبيد الله بن عدي بن الخيار وعبد الرحمن ابن أبي ليلى ومثلهم وروى طارق بن شهاب عن ابن مسعود قال : لقد شهدت من المقداد مشهدا لأن أكون صاحبه أحب إلي مما طلعت عليه الشمس