تكلم في الصلاة وزاد فيها ... علانية وجاهر بالنفاق .
ومج الخمر في سنن المصلى ... ونادى والجميع إلى افتراق .
أزيدكم على أن تحمدوني ... فمالكم وما لي من خلاق .
وخبر صلاته بهم وهو سكران وقوله أزيدكم بعد أن صلى الصبح أربعا مشهور من رواية الثقات من نقل أهل الحديث وأهل الأخبار قال مصعب : كان الوليد بن عقبة من رجال قريش وشعرائها وكان له خلق ومروءة استعمله ثمان على الكوفة إذ عزل عنها سعدا فحمدوه وقتا ثم رفعوا عليه فعزله نهم وولى سعيد بن العاص الكوفة وقال بعض شعرائهم : .
فررت من الوليد إلى سعيد ... كأهل الحجر إذ جزعوا فباروا .
يلينا من قريش كل عام ... أمير محدث أو مستشار .
لنا نار نخوفها فنخشى ... وليس لهم ولا يخشون نار .
وقد روى فيما ذكر الطبري أنه تعصب عليه قوم من أهل الكوفة بغيا وحسدا وشهدوا عليه زورا أنه تقيأ الخمر وذكر القصة وفيها إن عثمان قال له : يا أخي اصبر فإن الله يأجرك ويبوء القوم بإثمك . وهذا الخبر من نقل أهل الأخبار لا يصح عند أهل الحديث ولا له عند أهل العلم أصل .
والصحيح عندهم في ذلك ما رواه عبد العزيز بن المختار وسعيد بن أبي عروبة عن عبد الله الداناج عن حصين بن المنذر بن أبي ساسان أنه ركب إلى عثمان فأخبره بقصة الوليد وقدم على عثمان رجلان فشهدا عليه بشرب الخمر وأنه صلى الغداة بالكوفة أربعا ثم قال : أزيدكم فقال أحدهما : رأيته يشربها وقال الآخر : رأيته يتقيأها فقال عثمان إنه لم يتقيأها حتى شربها وقال لعلي : أقم عليه الحد فقال علي لابن أخيه عبد الله بن جعفر : أقم عليه الحد فأخذ السوط وجلده وعثمان يعد حتى بلغ أربعين فقال علي أمسك جلد رسول الله A في الخمر أربعين وجلد أبو بكر أربعين وجلد عمر ثمانين وكل سنة .
وروى ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي جعفر محمد بن علي قال : جلد علي الوليد بن عقبة في الخمر أربعين جلدة بسوط له طرفان قال أبو عمر أضاف الجلد إلى علي لأنه أمر به على الوجه الذي تقدم في الخمر . قال أبو عمر لم يرو الوليد بن عقبة سنة يحتاج فيها إليه .
وروى ابن إسحاق عن حارثة بن مضرب عن الوليد بن عقبة قال ما كانت نبوة إلا كان بعدها ملك . وسكن الوليد بن عقبة بالمدينة ثم نزل الكوفة وبنى بها دارا فلما قتل عثمان نزل البصرة ثم خرج إلى الرقة فنزلها واعتزل عليا ومعاوية ومات بها وبالرقة قبره وعقبه في ضيعة له وكان معاوية لا يرضاه وهو الذي حرضه على قتال علي فرب حريص محروم وهو القائل لمعاوية يحرضه ويغريه بعلي : .
فوالله ما هند بأمك إن مضى النه ... ار ولم يثأر بعثمان ثائر .
أيقتل عبد القوم سيد أهله ... ولم يقتلوه ليت أمك عاقر .
وإنا متى نقتلهم لا يقد بهم ... مقيد وقد دارت عليه الدوائر .
وهو القائل أيضا : .
ألا يا لليلي لا تغور نجومه ... إذا غار نجم لاح نجم يراقبه .
بني هاشم ردوا سلاح ابن أختكم ... ولا تنهبوه لا تحل مناهبه .
بني هاشم لا تعجلونا فإنه ... سواء علينا قاتلوه وسالبه .
فإنا وإياكم وما كان بيننا ... كصدع الصفا لا يرأب الصدع شاعبه .
بني هاشم كيف التعاقد بيننا ... وعند علي سيفه وحرائبه .
لعمرك لا أنسى ابن أروى وقتله ... وهل ينسين الماء ما عاش شاربه .
هم قتلوه كي يكونوا مكانه ... كما فعلت يوما بكسرى مرازبه .
فأجابه الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب : .
فلا تسألونا بالسلاح فإنه ... أضيع وألقاه لدى الروع صاحبه .
وإني لمجتاب إليكم بجحفل ... يصم السميع جرسه وجلائبه .
وشبهته كسرى وما كان مثله ... شبيها بكسرى هديه وضرائبه .
الوليد بن عمارة .
بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ابن أخي خالد بن الوليد قتل هو وأبوه أبو عبيدة بن عمارة مع خالد ابن الوليد بالبطاح .
الوليد بن قيس