اسمه كيسان مولى لبني ليث ذكره الواقدي فيمن كان مسلما على عهد رسول الله A وكان منزله عند المقابر فقالوا له : المقبري لذلك وتوفي بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك وقد روى عن عمر .
أبو سعيد أو سعد الأنصاري .
روى عن النبي A حديثين أحدهما أنه قال : " البر والصلة وحسن الجوار عمارة الديار وزيادة في الأعمار " . روى عنه أبو مليكة فيه وفي الذي قبله نظر .
أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب .
بن هاشم القرشي الهاشمي ابن عم رسول الله A . وكان أخا رسول الله A من الرضاعة أرضعتهما حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية . وأمه غزية بنت قيس بن طريف من ولد فهر بن مالك بن النضر بن كنانة . قال قوم منهم إبراهيم بن المنذر : اسمه المغيرة . وقال آخرون : بل اسمه كنيته والمغيرة والمغيرة أخوه .
ويقال : إن الذين كانوا يشبهون برسول الله A جعفر بن أبي طالب والحسن بن علي بن أبي طالب وقثم بن العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب والسائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف وكان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب من الشعراء المطبوعين . وكان سبق له هجاء في رسول الله A وإياه عارض حسان بن ثابت بقوله : .
ألا أبلغ أبا سفيان عني ... مغلغلة فقد برح الخفاء .
هجوت محمد فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء .
وقد ذكرنا الأبيات في باب حسان والشعر محفوظ ثم أسلم فحسن إسلامه فيقال : إنه ما رفع رأسه إلى رسول الله A حياء منه . وكان إسلامه يوم الفتح قبل دخول رسول الله A مكة لقيه هو وابنه جعفر بن أبي سفيان بالأبواء فأسلما . وقيل : بل لقيه هو وعبد الله بن أبي أمية بين السقيا والعرج فأعرض رسول الله A عنهما فقالت له أم سلمة : لا يكن ابن عمك وأخي ابن عمتك أشقى الناس بك وقال علي بن أبي طالب لأبي سفيان بن الحارث . إيت رسول الله A من قبل وجهه فقل له ما قال إخوة يوسف ليوسف عليه السلام : " تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين " . يوسف : 91 . فإنه لا يرضى أن يكون أحد أحسن قولا منه ففعل ذلك أبو سفيان فقال له رسول الله A : " لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين " . يوسف : 92 . وقبل منهما وأسلما وأنشده أبو سفيان قوله في إسلامه واعتذاره مما سلف منه : .
لعمرك إني يوم أحمل راية ... لتغلب خيل اللات خيل محمد .
لكالمظلم الحيران أظلم ليله ... فهذا أواني حين أهدى فأهتدي .
هداني هاد غير نفسي ودلني ... على الله من طردته كل مطرد .
أصد وأنأى جاهدا عن محمد ... وأدعى وإن لم أنتسب من محمد .
قال ابن إسحاق : فذكروا أنه حين أنشد رسول الله A قوله : " من طردته كل مطرد " . ضرب رسول الله A صدره وقال : " أنت طردتني كل مطرد " .
وشهد أبو سفيان حنينا وأبلى فيها بلاء حسنا وكان ممن ثبت ولم يفر يومئذ ولم تفارق يده لجام بغلة رسول الله A حتى انصرف الناس اليه وكان يشبه النبي A وكان رسول الله A يحبه وشهد له بالجنة وكان يقول : " أرجو أن تكون خلفا من حمزة " . وهو معدود في فضلاء الصحابة روى عفان عن وهيب عن هشام بن عروة عن أبيه قال : قال رسول الله A : " أبو سفيان بن الحارث من شباب أهل الجنة أو سيد فتيان أهل الجنة " .
ويروى عنه أنه لما حضرته الوفاة : قال لا تبكوا علي فإني لم أتنطف بخطيئة منذ أسلمت . وذكر ابن إسحاق أن أبا سفيان بن الحارث بكى النبي A كثيرا ورثاه فقال : .
أرقت فبات ليلي لا يزول ... وليل أخي المصيبة فيه طول .
فأسعدني البكاء وذاك فيما ... أصيب المسلمون به قليل .
لقد عظمت مصيبتنا وجلت ... عشية قيل قد قبض الرسول .
وأضحت أرضنا مما عراها ... تكاد بنا جوانبها تميل