قال أبو عمر : اتفق الزبير وعمه مصعب ومحمد بن إسحاق المسيبي على أن اسم أبي محذورة أوس وهؤلاء أعلم بطريق أنساب قريش . ومن قال في اسم أبي محذورة سلمة فقد أخطأ . وكان أبو محذورة مؤذن رسول الله A بمكة أمره بالأذان بها منصرفه من حنين وكان سمعه يحكي الأذان فأمر أن يؤتى به فأسلم يومئذ وأمره بالأذان فأذن بين يديه فأمره فانصرف إلى مكة وأقره على الأذان بها فلم يزل يؤذن بها هو وولده ثم عبد الله بن محيريز ابن عمه وولده فلما انقطع ولد ابن محيريز صار الأذان بها إلى ولد ربيعة بن سعد بن جمح .
وأبو محذورة وابن محيريز من ولد لوذان بن سعد بن جمح قال الزبير : كان أبو محذورة أحسن الناس أذانا وأنداهم صوتا . قال له عمر يوما وسمعه يؤذن : كدت أن ينشق مريطاؤك . قال : وأنشدني عمي مصعب لبعض شعراء قريش في أذان أبي محذورة : .
أما ورب الكعبة المستورة ... وما تلا محمد من سوره .
والنغمات من أبي محذورة ... لأفعلن فعلة مذكوره .
قال الطبري : توفي أبو محذورة بمكة تسع وخمسين وقيل سنة تسع وسبعين ولم يهاجر ولم يزل مقيما بمكة حتى توفي . أخبرنا أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن قال : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا روح قال حدثنا ابن جريج قال أخبرني عثمان بن السائب عن أم عبد الملك بن أبي محذورة عن أبي محذورة وبهذا الإسناد أيضا عن ابن جريج قال أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة أن عبد الله بن محيريز أخبره عن أبي محذورة دخل حديث بعضهما في بعض أن أبا محذورة قال : خرجت في نفر عشرة فكنا في بعض الطريق حين قفل رسول الله A من حنين فأذن مؤذن رسول الله A بالصلاة عنده فسمعنا صوت المؤذن ونحن متنكبون فصرخنا نحكيه ونستهزىء به فسمع رسول الله A الصوت فأرسل إلينا إلى أن وقفنا بين يديه فقال : أيكم الذي سمعت صوته قد ارتفع فأشار القوم كلهم إلي وصدقوا فأرسلهم وحبسني ثم قال : قم فأذن بالصلاة فقمت ولا شيء أكره إلي من رسول الله A ولا مما يأمرني به فقمت بين يديه فألقى علي رسول الله A التأذين هو بنفسه فقال : قل الله أكبر الله أكبر فذكر الأذان ثم دعاني حين قضيت التأذين فأعطاني صرة فيها شيء من فضة ثم وضع يده على ناصيتي ثم من بين ثديي ثم على كبدي حتى بلغت يد رسول الله A سرتي ثم قال رسول الله A : " بارك الله فيك وبارك الله عليك " . فقلت يا رسول الله مرني بالتأذين بمكة . قال : " قد أمرتك به " . وذهب كل شيء كان في نفسي لرسول الله A من كراهة وعاد ذلك كله محبة لرسول الله A فقدمت على عتاب بن أسيد عامل رسول الله A بمكة فأذنت معه بالصلاة عن أمر رسول الله A وذكر تمام الخبر .
أبو محرز بن زاهر .
وأبو مجيبة الباهلي . وأبو المنتفق وأبو مرحب مذكورون في الصحابة لا أعرف لهم خبرا ولم أرو لهم أثرا .
أبو محمد البدري .
الأنصاري الذي زعم أن الوتر واجب فقال : عبادة كذب أبو محمد قيل أنه مسعود بن أوس بن زيد بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار بدري ولم يذكره ابن إسحاق في البدريين . يعد في الشاميين .
أبو مخشي الطائي .
هو سويد بن مخشي وهو أشهر بكنيته شهد بدرا لا أعلم له رواية .
أبو مذكور