يخبر تعالى عن تمرد الكفرة في قديم الزمان وحديثه وتكذيبهم بالحق البين الظاهر مع ما يشاهدون من الايات والدلالات الواضحات وأنه ما منعهم من اتباع ذلك إلا طلبهم أن يشاهدوا العذاب الذي وعدوا به عيانا كما قال أولئك لنبيهم : { فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين } وآخرون قالوا { ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين } وقالت قريش { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم } { وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون * لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين } إلى غير ذلك من الايات الدالة على ذلك .
ثم قال { إلا أن تأتيهم سنة الأولين } من غشيانهم بالعذاب وأخذهم عن آخرهم { أو يأتيهم العذاب قبلا } أي يرونه عيانا مواجهة ومقابلة ثم قال تعالى : { وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين } أي قبل العذاب مبشرين من صدقهم وآمن بهم ومنذرين لمن كذبهم وخالفهم ثم أخبر عن الكفار بأنهم { وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق } أي ليضعفوا به الحق الذي جاءتهم به الرسل وليس ذلك بحاصل لهم { واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا } أي اتخذوا الحجج والبراهين وخوارق العادات التي بعث بها الرسل وما أنذروهم وخوفوهم به من العذاب { هزوا } أي سخروا منهم في ذلك وهو أشد التكذيب